سؤال منطقي لمبعوثي اليمن
الساعة 10:19 مساءً

هذا ليس مقالاً، إنما هو استعراض يجمع أقوال الأطراف الدولية ومنها المبعوث الأميركي والمبعوث الأممي والاتحاد الأوروبي بخصوص اليمن، يطرح سؤالاً منطقياً بعد جمع أقوالهم.

يتوافق موقف الخارجية الأميركية مع موقف البنتاغون تحميل إيران مسؤولية تفاقم الأوضاع المأساوية في اليمن، ونحن هنا نتحدث عن الإدارة الأميركية الجديدة.

المبعوث الأميركي تيم لندركينغ: «لا شك أن الإيرانيين يدعمون الحوثي، ولدينا شعور بأن مشاركتهم في الأزمة اليمنية هي مشاركة سلبية، ونريد منهم المشاركة بالشكل الإيجابي، لأن هذه اللحظات مهمة بالنسبة لنا وللشعب اليمني، ونطمح من الإيرانيين استغلالها وإظهار للعالم أنهم يرغبون في التعاون. لن نرفع من سقف توقعاتنا، لكن نريد من الجميع المشاركة في إنهاء الصراع هناك».

بدورها قالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، إنه يجب على كل أطراف هذا الصراع اتخاذ «خطوات ضرورية للمضي نحو وقف نار شامل»، مستدركة أن ذلك «لا يمكن أن يحصل إذا واصل الحوثيون هجماتهم اليومية ضد الشعب اليمني والسعودية ودول أخرى في المنطقة». وأكدت أن الولايات المتحدة «ستواصل محاسبة قيادة الحوثيين». وأيّدها في هذا التوجه مندوبو كثير من الدول.

جلينا بورتر، المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية، قالت: «سأكرر مرة أخرى ما قلناه سابقاً، إننا نُدين جميع هجمات الطائرات من دون طيار الفظيعة والهجمات الصاروخية التي يشنّها الحوثيون ضد السعودية، وهذه الهجمات غير مقبولة وخطيرة، ونرغب من إيران أن تلعب دوراً إيجابياً».

أما البنتاغون فيقول إنه بينما تعمل الولايات المتحدة على الخروج من اليمن، تحاول إيران تعميق نفوذها، وصادرت الولايات المتحدة مراراً أسلحة إيرانية الصنع قبالة سواحل اليمن، أرسلتها طهران لمساعدة قوات الحوثيين، متهمين حسن إيرلو القائد العسكري الإيراني الذي عمل كدبلوماسي إيراني في اليمن، بجلب مستوى جديد من التطور في ساحة المعركة للحوثيين.

أما الأمم المتحدة فلديها أكثر من مبعوث لليمن يأتي على رأسهم غريفيث، ويتفق مبعوثو الأمم المتحدة مع الاستنتاجات الأميركية، فغريفيث عبّر في مستهلّ جلسة مجلس الأمن عن «الأسف» لأنه يعود لإبلاغ أعضائه الـ15 عن «تدهور مأساوي»، عازياً السبب إلى مواصلة الحوثيين هجومهم على محافظة مأرب، مما «يعرّض للخطر المدنيين، وبينهم نحو مليون نازح». وإذ أشار إلى «خسائر فادحة» لدى القوات المقاتلة من الجانبين، تحدث عن «تقارير مروّعة عن أطفال ينجذبون بشكل متزايد إلى المجهود الحربي»، معبّراً أيضاً عن «القلق من تكثيف الضربات الصاروخية وبالطائرات المسيّرة، بما فيها تلك التي تستهدف البنية التحتية المدنية والتجارية في المملكة العربية السعودية». ولاحظ «فتح جبهات أخرى في اليمن»، لافتاً إلى التصعيد العسكري في محافظتي حجة وتعز. وقال أيضاً إن الحديدة تشهد «استمراراً مقلقاً للعنف» أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال. أما رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها» الجنرال أبهيجيت جوها، فقد ندد بالهجمات التي تُعرّض المدنيين للخطر». ولاحظ أن الوضع في عدن والمحافظات المحيطة بها «لا يزال صعباً». بيد أنه «متشجع لأن مجلس الوزراء الجديد يواصل تنفيذ مهماته من داخل اليمن»، موضحاً أن «تحسين الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحصول على الكهرباء والتأكد من دفع رواتب موظفي الحكومة من دون مزيد من التأخير وضمان الأمن واستقرار الاقتصاد، سيتطلب المزيد من الموارد (...) غير المتوفرة حالياً».

أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة مارك لوكوك، فقال إن هجوم الحوثيين في مأرب «يهدد آلاف المدنيين» بعدما كانت هذه المحافظة «ملاذاً آمناً نادراً يستضيف نحو مليون شخص فرّوا من مناطق أخرى» في اليمن. وأضاف أن الحكومة اليمنية «تعمل معنا لمعالجة كثير من القضايا». وتحدث عن الخطر الذي تشكّله الناقلة «صافر» المتهالكة قبالة الحديدة، موضحاً أن الأمم المتحدة تُبدي «مرونة قدر الإمكان (...) مقابل عدم مرونة» الحوثيين لمنع حصول كارثة بيئية كبرى في البحر الأحمر.

في هذا الصعيد، يؤيد بيان الاتحاد الأوروبي جهود مبعوثي الأمم المتحدة، والذي يتفق مع المبعوث الأميركي. ماذا بعد هذه الأقوال والمواقف الدولية الموحدة؟ ثبت أن السعودية ليست هي من يقف وراء تجدد واستمرار القتال، على عكس ما كانت وسائل الإعلام الأميركية تروّج، إذ أكد تيم لندركينغ المبعوث الأميركي الخاص إلى الأزمة اليمنية، في تصريحات تلفزيونية لقناتي «بي بي سي» البريطانية، و«بي بي إس» الأميركية، أن ما وجده خلال زيارته الثانية للسعودية والتي استمرت 17 يوماً هو التزام قوي من القيادة السعودية بالتعامل مع الصراع بطريقة بنّاءة، لافتاً إلى أنه وجد أن السعوديين نظروا إلى هذا الصراع على أنه شيء استمر لفترة طويلة، ويجب أن ينتهي.

السؤال الآن بعد هذا كله: هل تتناسب الجهود المبذولة من جميع الأطراف الدولية (لإقناع) إيران، مع حجم جرائمها وإرهابها؟ وهل تجري معاقبتها على تهريب السلاح للحوثي وعلى تعنته في الدخول في مفاوضات؟ أترك لكم الإجابة.

نقلا عن جريدة الشرق الأوسط *

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان