كابتن ابراهيم يوسف.. وداعاً
الساعة 12:29 صباحاً

عضو مجلس إدارة نادي الصقر

ترجل  الفارس الشهم ، رحل الى بعيد مقصرا مسافات البعيد ففاضت أعيننا من الدمع فهي كظيم ، توجعت قلوبنا  ولم تزل تنزف دماً على رحيلك المؤلم الذي بكته الدنيا كلها.
 ايها القادم من ارض الكنانة وقاهرة المعز لم تتأخر ولم يستغرقك التفكير طويلا لتلبي نداء الصقر الذي حلقت به وحلق بك في سماوات التألق والانجازات 
.. كان حضورك سريعا ورحيلك اسرع.

سابقت الخطوات كي تعيد الصقر إلى  ألقه  الذي كان تحت إدارتك الفنية السابقة والناجحة فتربع على عرش الكرة اليمنية لمواسم عديده ،كيف لا وانت اهم صناع بطولاته فكانت  أبرز محطاتك  الكروية المشرقة في عالم التدريب .. مدربا  قديرا يشار اليه بالبنان ، امتلكت عين ثاقبة في اختيار اللاعبين وإبراز قدراتهم الفنيه ، تعشق التحدي ولا تهاب  الصعاب ..
قدمت اوراق اعتمادك كواحد من الذين سطروا تاريخ بطولات الصقر فسكنت القلوب الصقراوية منذ أول سنة في تدريب الصقر ، حققت معادلة صعبة في كرة القدم ، بناء فريق وتحقيق بطولة في نفس الوقت  هي حالة استثنائية لا ينجزها سوى قلة من  عظماء مدربي كرة القدم في العالم ،
لبيت النداء وتوليت للمرة الاخيرة تدريب فريق الصقر .. هذه المرة الظروف مختلفه ، اليمن تعيش حرب  طاحنة ، واوصال محافظات اليمن مقطعه وكعادتك لاتهاب الصعاب بدأت المشوار كعادتك في البحث عن لاعبين لا يعرفهم أحد لتصنع منهم ايقونات ذهبية تتلالأ فوق السحاب .. انت فعلا من يحيل التراب إلى ألماس ،
لم يستطع أحد كبح جماح إرادتك وطموحاتك في تحقيق آخر بطولة كنت تعمل على إنجازها وبها تختتم مشوارك التدريبي الناجح مع الصقر فكان هذا الفيروس الخبيث ( كوفيد١٩) المسمى كورونا سببا في جعلك تترجل وانت كالطود واقفا ، قاومت .. كانت معنوياتك وإرادتك قوية وانت تقاوم  هذا الفيروس الجبان الذي تسلل إلى جسدك الرياضي الرشيق ، سلمت امرك لله وجعلت حياتك رهنا بإرادة الخالق سبحانه وتعالي ..
توقف قلبك النقي الطاهر عن النبض بعد صلاة عصر يوم الجمعة ١٦ إبريل ٢٠٢١م  في مستشفى الجمهورية بعدن ،
لم تكن تعلم ان الاستاذ شوقي احمد هائل ؛ رئيس النادي ؛ والاخ رياض الحروي نائب رئيس النادي قد قررا دعوة بناتك وزوج بنتك للحضور إلى عدن للبقاء معك بعد أن تعذر سفرك نتيجة انتكاسة شديدة في حالتك الصحية والتي على إثرها تم انزالك من الطائرة التي كانت تتهيأ للاقلاع  إلى القاهرة بسبب صعوبة التنفس والاحتمال الكبير بحسب الأطباء أن تلفظ انفاسك الاخيره بعد الاقلاع مباشرة
لا أريد الخوض فيما قامت به إدارة الصقر من أجل إنقاذ حياتك والمسؤولين في وزارة الصحة بعدن
فانت أهل لكل ما قدم لك .. العلاقة بينك وبين إدارة الصقر تجاوزت مفهوم العلاقة التعاقدية الاحترافية البحتهة هي علاقة وجدانية حميمية تجلت بوضوح في ردود فعل الكبيرين شوقي احمد هائل ورياض الحروي وباقي أعضاء مجلس إدارة النادي وجماهيره العريضه وكل محبيك في مصر واليمن والجهاز الفني والإداري المعاون لك والفريق الأول لكرة القدم الذي بدأت ملامح صياغته التطويرية تحت ادارتك تظهر في فترة وجيزة .. 
رياض الذي حبسه كورونا عن السفر الى عدن للعناية بك وشوقي الذي باعدت الأسفار بينك وبينه ظلا ولا يزالان يعيشان حتى اللحظة  فاجعة رحيلك ، يتقاسمان الم الفراق مع أسرتك ( بناتك) اللاتي حضرن  إلى عدن ليكن بجوارك ..
رياض - تاجر السعادة - فقد ابتسامته 
نغصت عليه لياليه بسب مرضك وفراقك ، كيف لا وهو شريكك الوفي في بطولات الصقر وشوقي الإنسان الذي يتسع قلبه لملايين البشر كنت انت في حدقات عينيه
اما انا فاعيش حالة من المشاعر المتصارعة فقد كان لي شرف ترشيحك لتدريب الصقر بعد أن اقتفيت اثر قدراتك وانت تقود الفلاحين ( فريق غزل المحلة) في مبارياتين هامتين ضد قطبي الكرة المصرية ( الاهلي والزمالك) وفيهما قدمت اوراق اعتمادك كواحد من أبرز مدربي كرة القدم المصرية التي اعشقها حتى الثمالة فاعيش لحظات الزهو بسب ذلك الترشيح وفي نفس الوقت اعيش مشاعر الالم والحزن لاني لن اتمكن من لقاءك مرة أخرى .
يكفيك فخرا أن أبرز لاعبي مصر ( وائل جمعه  ومحمد عبدالشافي ومحسن هنداوي وآخرين غيرهم انت من صنع نجوميتهم الكروية فأصبحوا من أعمدة منتخب مصر الذي احبه ..
كابتن ابراهيم اودعك بهذه الكلمات التي أشعر معها بالتقصير وقلبي يعتصر الما على فراقك المؤلم ؛ وعزائي انك تركت لنا إرثا كرويا وتاريخا ناصعا سيظل يخلد اسمك في ذاكرة الصقراوية وستتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل
نم قرير العين فقد اتممت رسالتك
ووفيت بكل الوعود وانجزت كل العهود
والى زوجتك وبناتك وصهرك  وكل اسرتك احر التعازي 
وأعظم المواساة
رحمك الله رحمة الأبرار وتغشاك بمغفرته وإحسانه وأسكنك فسيح جناته .. التعزية واجبه  لإدارة نادي  غزل المحله المصري ونادي الصقر التعزي اليمني  
وكل اقاربك ومحبيك في الوطن العربي الكبير
كابتن ابراهيم يوسف وداعا
إنا لله و إنا إليه راجعون .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان