مأرب العرب
الساعة 08:40 مساءً

لقي  اثنين من عتاولة المجوس حتفهما على أسوار مأرب، هذين المأفونين أحدهما لبناني تابع لمليشيات حسن زميرة وهو المدعو ’’عبدالله عون طبيخ’’.

والآخر هو نائب قائد فيلق القدس وقائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في اليمن وهو المدعو ’’محمد حجازي’’.

لايخفى على احد أننا في اليمن الباسلة نخوض حربا ضروس دارت رحاها منذ أمد بعيد مع الحرس الثوري الإيراني  ومليشيات حزب الله اللبناني هذه الحرب التي نخوضها هي حرب عربية إسلامية، نخوضها نيابة عن الأمة العربية. 

ولمعرفة إيران بأهمية اليمن وموقعه الإستراتيجي والحيوي والمؤثر على محيطه العربي فهي تخوض حربها بقيادات من العيار الثقيل  هذه الحرب التي تعتبرها إيران حربا مقدسة تستعيد  من خلالها امجادها الغابرة.

اليمن مهد العروبة ومنبت الإنسان الأول ومنها تفرعت الحضارات وتكونت من وهجها كل الدول فيما قبل التاريخ وبعده وهي التي تزعمت حروب الفتح الأكبر في الأندلس وفي بلاد فارس وسقطت على أيدي رجالها إمبراطوريات كانت قائمة حتى جاء اليمانيون فأصبحت أثرا’’ بعد عين ومن تلك الإمبراطوريات مملكة كسرى التي سقطت تحت حوافر خيول اليمانيون في معركة القادسية. 

موقع اليمن 

اليمن هي العمق الأمني والإستراتيجي للمنطقة العربية كاملة من جنوب الجزيرة العربية الى شمال أفريقيا فموقعها الحيوي والهام يسيل له لعاب العديد من دولة الهيمنة التي تريد السيطرة على ممرات الملاحة الدولية وتدرك إيران أهمية اليمن ولذلك ترمي بكل ثقلها للسيطرة عليه ومعركة مأرب خير دليل على إصرار إيران ان يكون اليمن نقطة انطلاق للسيطرة على بحر العرب والبحر الأحمر  ومضيق باب المندب واذا سقطت هذه المناطق في يد إيران فما عداها سيسقط تباعا.

وإذا اصبحت اليمن بؤرة إيرانية  واختل أمنها فسينعكس ذلك على الأمة العربية قاطبة فهي للمملكة والخليج سياج أمني من جنوب جزيرة العرب  وهي لمصر وشمال أفريقيا بعد امني من خلال باب المندب الذي تمر من خلاله التجارة الدولية، ولذلك على الأعراب ان يدركوا الخطر الإيراني وأهمية الدفاع عن اليمن من ان يتحول إلى فرع ومحافظة إيرانية تقوض أمن واستقرار المنطقة. 

تسعى إيران بشتى السبل لأن تكون جارة للمملكة العربية السعودية من جنوب الجزيرة العربية لأن إيران تمضي بخطى’’ حثيثة نحو تحقيق هدف العودة الى الجزيرة العربية من خلال تواجدها في اليمن والإنطلاق من خلاله الى باقي الدول  باستخدام أدواتها في اليمن وباقي دول الجوار والذين يوالون إيران  من خلال شحن إيران لهم عقائديا’’ عبر مراحل مضت كانت إيران تعدهم وتؤدلجهم بفكرها ومنهجها لهذه المرحلة..

سقوط ومقتل قيادات من الحرس الثوري الإيراني ومن قيادات حزب الله اللبناني دليل على أن الحرب تأخذ أبعاد جيوسياسية وانها حرب صفوية عربية تدخل ضمن سيناريو فرض الهيمنة وعودة تقسيم الشرق الأوسط والمنطقة العربية بما يشبه ماقامت به بريطانيا وفرنسا في تقسيم تركة الرجل المريض ’’الدولة العثمانية’’ فكانت إتفاقية ’’سايكس بيكو’’ فهل يستقي العرب الدروس وهل يستخلصوا العبر من الماضي أم  على قلوب أقفالها. 

مأرب قادسية العرب وعلى أسوارها سقطت أساطين الفرس وانهزم الحرس الثوري الإيراني وأدواته   ونكل بهم ونفقت أرواح قيادات حسن زميرة وسيكون التالي حسن إيرلو  وستخرج مأرب من هذه المحنة مشرئبة العنق عالية الهام شامخة كشموخ جبالها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان