المجلس الانتقالي والفرق بين الواجب وفعل الخير
الساعة 12:14 مساءً

 وأنا اتصفح بعض المواقع الالكترونية ، لفت نظري اخبار تتحدث عن قيام المجلس الانتقالي الجنوبي بتنفيذ عدة انشطة خيرية في شهرنا رمضان كمشروع افطار الصائم وغيره ، وتلك الانشطة موثقة بالصور الثابتة والمتحركة المرئية.

سررت كثيراً واعتبرت ذلك خطوة جيدة يجب ان نشكر الانتقالي عليها ، ومن باب العدل والانصاف ان ننتقد السلبيات ونشيد بالايجابيات لأي مكون كان.

وأنا شخصياً لو رأيت الحوثي يفعل خير لأشدت به ، ولكن المشكلة ان الحوثي عمره ما فعل خير ، لأنه لا يعرف إلا البطش واللطش والسلب والنهب والجبايات .

 

هناك معاناة انسانية كبيرة ، وهناك من لا يجد لقمة العيش ، وحال الناس لا يعلم بها إلا الله.

ولا يقوم بفعل الخير في ظل الوضع الحرج إلا صاحب معدن أصيل ومستشعر لمعاناة الناس.

وهذا ما يدل على قيمه النبيله وانسانيته الحية.

 

 نقطتان يجب ان نفهمهما

الأولى: ان فعل الخير ليس محصور على جهة سواءً كيان او فرد.

ويجب ان يتنافس الجميع لفعل الخير كمكونات سياسية او مجتمعية عبر نشاط خاص من ضمن انشطتها المجتمعية الخارجة عن العمل الجماعي داخل نظام الدولة ذات الشراكة فيها شريطة ان يكون هناك شفافية ومصداقية ورقابة او نشر كشف حساب ما تم استلامه وكيف تم انفاقه.

المفرض ان تعرف المكونات السياسية كيف تتنافس لخدمة الوطن عبر الدولة لا ان تتماحك لتدمره.

والمطلوب ان تتسابق كل المكونات لفعل الخير عبر انشطتها الخاصة بما يؤدي لتغيث المواطن لا ان تتماحك لتفقره.

 

 النقطة الثانية: يجب ان نفرق بين الواجب وفعل الخير.

وهو كتفريق بين عمل الدولة المنسوب إليها وبين العمل التطوعي المنسوب لكيان او جهة.

مثلاً عندما تقوم الدولة او مسؤول في الدولة بتلبية احتياجات شخص موظف في الدولة او تابع لها في السلك العسكري او الاداري او غيره او حتى مواطن ويتم صرف ذلك من ميزانية الدولة ، فإن هذا لا يجب ان نشكر الدولة عليه او المسؤول لأنه عمل واجب عليهم ومن صميم مهامهم المفروض عليهم القيام به ويجب محاسبتهم على التقصير عندما لم يقوموا.

وعندما نشكر الدولة او مسؤول داخل الدولة على مساعدتهم لشخص سواءً كان موظف او جندي او مواطن فقد جعلنا ذلك العمل بمثابة الفعل الخيري وان الدولة في مقام المتفضل وتعتبر المواطن في مقام الشحات امامها ، وهذا لا ينبغي لأن الدولة لديها ايرادات من خيرات وطن ويجب ان تصرفه للمواطن الذي يحصل على ذلك من خيرات وطنه وليس من جيب او من مال اي مسؤول في الدولة.

والمفروض على الدولة ان تلبي كل احتياجات المواطنين وتخفف كل معاناتهم عبر تخفيض الاسعار وتوفير كل الخدمات حتى لا توجد أي معاناة وهذا واجب عليها.

واذا قام أي مكون بعمل نشاط تطوعي انساني لتخفيف معاناة المواطنين ، فهو يقوم بسد ثغرة في المجتمع اوجدها فشل الدولة وهذا عمل يُشكر عليه.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان