انتصار الفلسطينيين على إسرائيل يحرج اليمنيين
الساعة 10:28 مساءً

قد يقول قائل، ما العلاقة بين فلسطين واليمن ، ولماذا انتصار الفلسطينيين جعل اليمنيين في حرج ، أو إن شئنا القول، جعلهم أمام مسؤولية تاريخية في الاقتداء بما فعله الفلسطينيون ، والقارئ الكريم لن يجد صعوبة بالوصول إلى الإجابة على السؤال ، فالعلاقة بين الفلسطينيين واليمنيين ، أنهم يواجهون عدوا يشترك في العنصرية والادعاء بالحق الإلهي ، كلاهما مسنودا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن ما يجعل الفارق بين الشعبين ، الفلسطيني واليمني ، أنه يصب في صالح اليمنيين ، فالفلسطينيون يتحركون في مساحة قدرها ٣٦٥ كم٢ ، ومحاصرين من كل الاتجاهات ،بينما اليمنيون يتحركون في مساحة تزيد عن النصف مليون كم٢ .
بهذا الانتصار يفتح الفلسطينيون أمام اليمنيين حقيقة فعل ذلك وبكل سهولة ، وأن الأمر يحتاج إلى إرادة وإلى توحيد الجهود ، وعدم التذرع بالدعم الخارجي ، فإسرائيل مدعومة من أمريكا مثلما هي عصابة الحوثي الإرهابية مدعومة من أمريكا ، لكننا تعلمنا من الفلسطينيين أن أمريكا لديها سقف معين في الزمن يمكنها غض الطرف عن أسرائيل أو عن الحوثي لإنجاز جرائمهم ، وقد رأينا كيف اضطرت أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار ، وهو ما تزامن مع تصريحات للمبعوث الأمريكي إلى اليمن بمطالبته الحوثي بوقف هجماته على مأرب التي قال إنها لن تسقط ، لأن سقوطها كان مقررا في رمضان ولم تسقط .
لقد ضرب الفلسطينيون أروع البطولات وهم يواجهون آلة العدو الصهيوني من نقطة المتر الواحد ولم يلجاؤا إلى مغالطة النفس أو التذرع بتفوقه العسكري ، ولهذا كان النصر حليفهم ، لأنهم لم يراهنوا على أحد لا على رباعية ولا على المجتمع الدولي ، بل جعلوا المجتمع الدولي يتحرك للانتصار لقيمه التي فرضها الفلسطينيون على الأرض ، واعتمدوا على حقهم في الحياة وأدركوا أن إرادة الشعوب من إرادة الله .
هناك عوامل مشتركة كثيرة تجمع بين الشعبين الفلسطيني واليمني ، فالشعب الفلسطيني باعه الإماراتيون وطبعوا علاقاتهم مع العدو الصهيوني الذي يحتل أرضهم ، وهي الإمارات نفسها التي تحتل أراض يمنية وتنقل أفواجا من الصهاينة إلى بعض الجزر اليمنية .
ونفس العامل المشترك بينهما إيران التي تحاول إستغلال التضحيات الفلسطينية وتوظفها لصالحها تحت شعار نصرة القدس والقضية الفلسطينية ، هي نفسها التي تجيش اليمنيين تحت مظلة الحوثي وشعار الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل .
ونفس العامل المشترك أمريكا التي تركت إسرائيل تفعل ما تشاء بالفلسطينيين ، في الوقت الذي تكثف جهودها لإجراء محادثات مع إيران ، فتكون النتيجة أن الإسرائيليين يدافعون عن أنفسهم ، بينما الإيرانيون يدافعون عن الفلسطينيين ، وتكون النتيجة ، التفريط بالشعب الفلسطيني .
استطاعت أمريكا أن تعطل صدور بيان من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار وإنهاء العنف تجاه الفلسطينيين ، لأنها لم تعد تأبه لردود الفعل العربي ، بعدما مال ميزان القوى لصالح إسرائيل ، فالأمريكان يدركون أن تقديم الدعم العلني لإسرائيل لن يضر بهم ، ومع ذلك أجبرهم الفلسطينيون على أن يوقفوا إطلاق النار من طرف واحد دون الحاجة لبيان ، فالواقع أكبر من الفيتو الأمريكي ، وأكبر من تطبيع المطبعين وأصدق من المتاجرين بالفلسطينيين وبقضيتهم .
وسيكون من العار علينا نحن اليمنيين أن نترك الولايات المتحدة الأمريكية تطالب عصابة الحوثي الإرهابية بوقف هجماتها على مأرب أو مطالبتنا للأمم المتحدة أو أمريكا بأن تدين هجمات الحوثيين على مارب ، لدينا من الأرض متسعها ومن الرجال الذين يعلمون علم اليقين أن قتلهم للحوثيين يجعلهم في خانة النبيين والصديقين ، وأن السكوت عن هذه العصابة الإرهابية يعد عارا يجب الاغتسال منه والتقرب الى الله بإنهاء هذه العصابة العنصرية ، فالسكوت عنها وتركها تحشد إلى مأرب دون منازلتها في وكرها وبكل السبل والطرق ، يجعلها تتمادى في تدمير بيوتنا وتقتل أطفالنا وتشرد عوائلنا .
ولنا في الشعب الفلسطيني أسوة حسنة ، وكل ثورات العالم لم تنتصر إلا بثورات مسلحة كانت تستهدف العدو في كل مكان يتواجد فيه وتضربه في الطرقات وتمنع عنه الإمدادات وتقتل قياداته ، وهذا ما نحتاجه مع هذه العصابة الإرهابية ، التي لم تبق على شيء مادي أو معنوي إلا ودمرته ، وستظل تستفرد باليمنيين وتقتلهم أفرادا ، فكونوا جماعات لتقتلوها وتستعيدوا حقكم في الحياة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان