إلغاء الاختبارات.. جريمة لا تسقط بالتقادم
الساعة 07:40 مساءً

مطالبة طلاب الثانوية العامة إلغاء الاختبارات الوزارية الورقية هذا العام بأعذار واهية يمثل في حد ذاته جريمة بحق التعليم من الصعب تدارك سلبياتها المتعددة, ويتضمن ظلماً للطالب المجتهد، ودماراً للمنظومة التعليمية، وتسفيهاً للأهداف التربوية المرجوة من العملية التعليمية, لان النجاح التلقائي يؤدي إلى تضخم الدرجات وينجم عن ذلك تعثر طلاب الثانوية عندما يلتحقون بالجامعة, ولا أبالغ لو قلت أن إعطاء الطالب شهادة بلا اختبار أشبه بمنحه رخصة لقيادة السيارة دون فحص قدرته الفعلية على القيادة .

لا يدرك الطلاب من إن الاختبارات الورقية هي الطريقة الوحيدة لقياس التحصيل العلمي, وهي الوسيلة الأولى والفاعلة لقياس مستوى التحصيل العلمي, صحيح نحن نعيش جائحة كرونا, لكنني اعلم علم اليقين إن قيادة مكتب تربية ساحل حضرموت ممثلة بالأستاذ الوكيل جمال سالم عبدون حريصة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية وتنفيذ آلية التباعد الاجتماعي لتأمين سلامة الطلبة, ولهم خبرة سابقة في إدارة الاختبارات في زمن كرونا اثبتوا فيها جدارتهم ونجاحهم وكفاءتهم في تحدي الظروف، واجتياز الصعاب واظهروا نجاح منقطع النظير لادارة منظومة الاختبارات النهائية في زمن كرونا .

قد يقول قائل إن المعلمين لم يستطيعوا استنهاج المقرر الدراسي, وهذا احد الأسباب التي يتعذر بها الطلاب, لهذا فأنني أقول وبحكم معرفتي الشخصية بواقع الحال, إن مكتب الوزارة بساحل حضرموت وفر للطلاب دروس تلفزيونية قدمها نخبة من المعلمين المتخصصين ذوي الخبرة والكفاءة من خلال شاشة قناة حضرموت وبإشراف شخصي ومباشر من قبل وكيل أول وزارة التربية والتعليم مدير مكتب الوزارة بمحافظة حضرموت الأستاذ جمال سالم عبدون, وقد حققت هذه الدروس الكثير من الإيجابيات وبشاهدة الكثير من الطلاب الذين اعرفهم عن قرب .

أخيراً أقول .. إن إلغاء الاختبارات واعتماد آليات النجاح التلقائي دون وجود وسائل قياس دقيقة يدفع الطلبة إلى التراخي والهوادة والنوم واللامبالاة والبلاهة، و يشلّ تفكيرهم وأدمغتهم, ويقلل من فرصهم بالالتحاق بالجامعات المحلية أو الخارجية, لذلك ينبغي على أولياء الأمور أن لا يكتفون بالتفرج فلن يجدي هذا التفرج نفعاً,لان إلغاء الاختبارات جريمة في حق أبناؤهم وبناتهم لا تسقط بالتقادم, والله من وراء القصد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان