اليمن القديم في الكتب السماوية
الساعة 08:49 صباحاً

اليوم سأتكلم عن اليمن القديم في الكتب السماوية وسأبدأ بهذا المنشور التمهيدي لتوضيح أشياء مختلف عليها:

أولا الدين والتاريخ:

متأكد انكم جميعا عارفين حضارة مملكة سبأ العريقة، و على يقين انكم عرفتموها بنفس الطريقة الي انا عرفتها بها ... من القرآن الكريم ... فهل طريقتنا هذه خاطئة وتنم عن جهلنا ؟؟؟ لا طبعا.

تعتبر الكتب السماوية من اهم ادوات معرفة تاريخ البشرية وبهذه الطريقة اصلا في العصر الحديث تحول التاريخ لعلم..

قرأ علماء الغرب كتبهم السماوية التي قالت لهم ان بداية التاريخ ونهايته في المنطقة العربية فصدقوها.. ما راحتش البعثات تنقب في روسيا او هولندا او فتنام لتقصي تاريخ الانسان الاول .. بل صدقوا كتبهم المقدسة وجأوا هنا .. وفعلا اكدت الاثار والنقوش ماقرأوه في الكتب السماوية.

لنفرض ان شوية الاثار والنقوش اللي اكتشفها الباحثين وتثبت وجود مملكة سبأ ضاعت زي ماضاع كل تاريخنا واثارنا ... هل يعني ذلك ان القران والتوراة والانجيل اخطاوا  ونقلوا لنا اساطير مختلقة مش موجودة؟؟

لا طبعا ... فغياب الدليل لايعني نفي وقوع الحدث .. وواجب على الباحث الاستمرار في البحث حتى يجد الدليل العلمي على وقوع او نفي قاطع لوقوع الحدث.

في السبعين عام الاخيرة سخر العلم التطوري  كل امكانياته للقطع نهائيا مع الدين الا انه في مسالة تقصي التاريخ مازالت الكتب الدينية واحدة من اهم مصادر البحث العلمي ومازال الملحد الغربي حين يتكلم عن بداية التاريخ يفكر بالمنطقة العربية وحين ينظر عن نهاية التاريخ يتكلم عن هرمجدون وبابل والمنطقة العربية.

وانا كمؤمن بأن القران أوثق الكتب السماوية مثلما آمنت بوجود سبأ عن طريق القرآن أؤمن بأن معجزة التاريخ  والحضارة البشرية ليست حدائق بابل المعلقة ولا الاهرامات بل هي المدينة اليمنية التي لم يخلق مثلها في البلاد مدينة الفردوس المفقود ارم ذات العماد.

ثانيا الدين والسياسة:

في منشور سابق اطلقت على المؤرخ اليمني الهمداني لقب العظيم وهو فعلا ثاني اعظم علماء الحضارة الاسلامية العرب بعد العظيم الكندي.

الهمداني اصلا مش مؤرخ.. هو عالم كَتب في الطب وفي الكيمياء واللغات والفلك والفلسفة وفي علوم الاحياء..

جاء  الهمداني في عهد الدولة العباسية وتسيطر على منطقته همدان أئمة هاشميين من قريش .... وفي رحلاته لاحظ ان هناك محاولات ممنهجة لطمس تاريخ اليمن وحضارته وقرشنة وفرسنة (مشتقة من فارس مش زي فرنسة المغرب العربي) التاريخ  العربي ... فاستفز  الهمداني وترك العلوم وكتب عن حضارة اليمنيين.

فاتهمه الامام الناصر احمد بن يحي بن الحسين بانه كافر يسب النبي وسجن وهدمت بيته.

مرة ثانية باتكلم عن عظيم الهمداني بالتفصيل ذكرته هنا بس عشان اذكر ان من بين كتبه اللي نجوا من الضياع  كتاب في الجغرافيا اسمه صفة جزيرة العرب.

هذا الكتاب رغم عدم اهميته السياسية والتاريخية الا انه بعد ان قام عظيم آخر من عظماء اليمن هو المؤرخ والقاضي محمد علي الاكوع بطباعته ونشره في السبعينات تحول من كتاب جغرافيا عادي لمرجع من اهم مراجع تاريخ المنطقة العربية.. وكل من قرأه من الباحثين العرب احدث انقلاب في رؤيته السابقة للتاريخ المكتوب.

كان من اوائل من قرأوه هو رئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية في بيروت الدكتور كمال صليبي... الراجل مسيحي لبناني وقرأه للاستعانة به في الكتابة عن حضارة بلده القديمة الحضارة الفينيقية ....

وبعد مطابقته اسماء المناطق والاحداث التاريخية الموجودة في كتاب الهمداني بالتوراة... وهي ما استند اليه المؤرخين في كتابة تاريخ مصر والشام والعراق  .... الراجل ارتبش وساب تاريخ بلده وحضارتها وكتب كتاب ((التوراة جاءت من جزيرة العرب)) ارجع فيه ان كل الحضارات بدأت في اليمن وان احداث التوراة حدثت في اليمن مش في فلسطين.

كتابه احدث ضجة في لبنان انما لم يشتهر خارج لبنان.

بعده قرأ الكتاب الكاتب العراقي فاضل الربيعي وصل لنفس النتيجة.. 

وهذه المرة كتابات الربيعي بسبب شهرته في الاوساط الثقافية احدثت ضجة كبيرة.... يعجبنا فاضل الربيعي كنت زمان ايام حرب الخليج الاولى اقرا كتاباته في القدس العربي.... عشان كذه حمّلت زمان الكتابين التي كتبهم وقراتهم..

بصراحة رغم ان ما اورده في الكتابين كان مقنع جدا جدا.... انما اخذت ما قاله باستهتار..... مش لأن الربيعي مش متخصص في التاريخ ولا لأن المتدينيين والملحدين هاجموه وسفهوا كتاباته وسخروا منه.

كان الشيء الوحيد اللي خلانا استهتر بكلامه هو اني اعتبرته مناقض لما تعلمناه من تاريخ الاسلام ولقصة  الاسراء في القرءان.

بعدها كتب كثير من اساتذة التاريخ  في مصر وسوريا يؤكدوا الفرضية اللي افترضها الربيعي وكمال صليبي بأن الحضارات بدأت في اليمن وان احداث التوراة وقعت في اليمن .. وكنت مستهتر بهذا الطرح لأسباب دينية  لحد ما قرأت كتاب كتبه عالم في اللسانيات اسمه فرج الله صالح ديب.

الراجل هذا عالم لبناني في الانتمولوجي كان يشوف بلده مقسمة لطوائف متناحرة وكان يكتب عن اللهجات اللبنانية وجذورها واصلهم الواحد.

وبعد دراسة مكثفة وصل لنفس قناعة من سبقوه وكتب كتابين اعتمدوا على علم الانتمولوجي ارجع فيها ان اصل الحضارات واللغات ومسرح التوراة هي اليمن.

سأضع لكم رابط كتاب (اليمن هي اصل وجذر الاسماء) وكتابه الاخر (اليمن وأنبياء التوراة)... أوصي كل من يحب القراءة ان يقرأه.

مافيش قدامنا الا خيارين وهي ان نصدق ان كل ماجاء في القرآن والتوراة والانجيل قصص مختلقة ماحصلتش لان كل علماء الاثار قدشوا اسرائيل قدش ومالقوا دليل واحد على ما ورد في الكتب السماوية بالعكس كانت الادلة تؤكد استحالة حدوثها في اسرائيل، أو ان السياسة اثرت على العلم فحرفت مكان ارض الميعاد وهي موجودة في اليمن تنتظر من يعثر على ادلتها.

بعد قراءة هذين الكتابين وصلت لقناعة ان المعلومات الدينية اللي حشوا بها رؤوسنا هي الغلط، أما القرآن والتوراة مايكذبوش و الان اصدق فرضيات كمال صليبي وفرج الله والربيعي ان اصل الحضارات هي اليمن.

روابط الكتب:

أولاً كتاب: اليمن وأنبياء التوراة، لـ فرج الله ديب، اضغط هنا للتحميل

ثانياً: لتحميل كتاب: اليمن هي الأصل. جذور الأسماء،

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان