▪الرؤساء والزعماء والوجهاء الذين يموتون ويتم التحضير والترتيب والتحشيد لتشييع جنازاتهم..لا يصل الحضور التلقائي..والحب العفوي..إلى ما وصل في جنازة القاضي_محمد_اسماعيل_العمراني..!
▪القاضي العمراني عاش ومات واعظم ثرواته (العلم) لم يلهث وراء الدنيا أو يبحث عن مصالحه ولم ينجر وراء أحد في أي تنافسات أو صراعات سياسية أو حزبية..ولم يخش سوى الله..وظل طوال حياته يُدرس العلم وينهج الاعتدال والتسامح ويطلب الأجر فقط..ولذلك أحبه الناس وشيعوه في موكب كبير بقلوب حزينة وعيون باكية
▪ثلاث أو اربع ساعات فقط كانت تفصل بين خبر اعلان وفاته..وبين لحظة تشييعه..ومع ذلك كان ذلك الحضور الذي لا يضاهى..!
▪الحب الحقيقي..الصادق..الخالي من شوائب المجاملات..أو الاحراجات..أو الضغوطات..هو ذلك الذي تجلى بوضوح في موكب التشييع..وقد أصبح القاضي العمراني جثة هامدة..لم يترك مالاً ولا سلطةً ولا جاهاً..والثروة الوحيدة هي(العلم) الذي سينتفع به الناس جيلاً بعد جيل..والدعوات التي ترجو الله له الرحمة والمغفرة وخير الجزاء !
▪كان كل شي يسير بتلقائية شديدة..بداية من مسجد الزبيري وانتهاءً بالمقبرة..فلم يكن هناك ترتيبات لتفادي ازدحام السيارات..ولا تواجد لرجال المرور في الشارع القريب من منزله والمسجد..ولا حتى اي ترتيبات في ميدان السبعين لافساح المجال أمام الموكب الجنائزي الكبير دون تداخل السيارات وعبورها..وسار كل شيء بانسيابية وتوفيق من الله وقطع الناس مسافة كبيرة مشياً بالجنازة من المسجد إلى المقبرة..في لحظات ذهول واندهاش لحجم حب ووفاء أبناء اليمن
▪تم التاكيد على إقامة صلاة (الغائب) في مساجد الجمهورية..ومنها مساجد صنعاء..ومع ذلك كان الحضور كبيراً والتشييع عظيماً..!
▪حتى آخر لحظة قبل الصلاة على جنازة القاضي كانت الحيرة مسيطرة على أهله وذويه..ففي حين كانوا يريدون دفنه في مقبرة خزيمة وتم تجهيز وحفر القبر كان المسئول عن المقبرة يطلب تصريحاً من الهيئة وليس من مكتب الأوقاف الذي وافق..وتم التاكيد قبل الصلاة بأن يتم الدفن في مقبرة الدفعي (تقاطع الرئاسة بالسبعين) وذلك الأمر شتت الكثيرين في تحديد الإتجاه بين المقبرتين..لكن الأغلب حضروا ودفنوا ونالوا الأجر..!
▪الرجل الذي عاش إلى ما بعد المائة ظل إلى آخر أيام حياته بذاكرة قوية جداً..وهو البحر العميق في العلم والفقه والحديث..ولم يتوقف أي عضو فيه..ولو وجهنا له أي سؤال لأجاب..سبحان الله..!
▪ما حصل يدعو للتفكر..والتدبر..فهي دنيا فانية..والآخرة هي الباقية..وهنيئاً للقاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني ذلك التوفيق.والتشييع..وحب الناس..ودموعهم..ودعواتهم..!
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"