تعالوا إلى كلمة سواء نبني بها ارضنا وتوجهنا
الساعة 09:08 مساءً

ان دروس الماضي وافرازات الحاضر ينبئان الجنوبيين بأن الطريق الذي يجب أن نسلكه لتعزيز التسامح والتصالح واضح المعالم. فالسبيل الوحيد للوصول إليه يتطلب استنباط تلك الدروس منذ نصف قرن حتى هذه اللحظة. كما ان سلوك طريق الضياع والخراب واضح العيان أيضا نراه راي العين في إطلاق النعوت والاسماء والاتهامات ضد بعضنا البعض والتي ستوصلنا حتماً إلى تمزق ودمار في جميع الميادين.

لذا لا ينبغي ان نظلم انفسنا وشعبنا فنعتقد بأن الزمن والتحالف كفيلان بتنظيم الأمور. لانه كلما تركنا الأحوال تسير على حالها ولا نحرك ساكنا كلما غرقنا اكثر في التخلف والمناطقية والتفكك. فدول التحالف تعاني مشاكل وصعوبات وعقبات خارجية هي أكثر مما نعانيه نحن ، فقط أوضاعها الداخلية المستقرة تغطي على ذلك. لذلك لا بد من تحمل المسؤولية جماعيا لانقاذ بلدنا. 


ان أي تضحية اليوم في سبيل وحدة الصف الجنوبي ستكون بالتأكيد اقل كلفة من تضحيات الغد ومفاجئاته. لان أي تأخير أو تاجيل في إصلاح وضعنا السياسي سنندم عليه في المستقبل خصوصا ان التغيرات العالمية والاقليمية التي تفرضها المصالح الاقتصادية متسارعة ولا يستطيع احد التكهن بها.

ليس لنا بديل من ضرورة اختيار قادة هذه المرحلة وتمييزهم عن غيرهم. لان من يقود وحدة الصف الجنوبي ينبغي أن يؤمن بها ويتمتع بمعايير اخلاقية ومهنية أهمها:

ان يتمتع بالصدق والامانة والشجاعة والوفاء والعلم والاخلاص للوطن والمواطن. ان لا يفرق بين جنوبي وجنوبي لاسباب انتماءات سياسية أو مناطقية أو صراع سابق.

وان من حسن الحظ أن الاغلبية الساحقة من الشعب لا تزال تتمسك بمثل وقيم سامية ، رغم محاولات افساده وتمزيق اواصره ونسيجه الاجتماعي. وكذلك من جهة اخرى ان تمسكه بالتسامح والتصالح وصبره على ما يحصل منذ خمس سنوات من صراع وحروب بينيه ، (بعد أن حررنا أرضنا من مليشيات الحوثي وصالح) كان إيجابيا إذ صاحبه رفض لاي مواجهات بين الجنوبيين مهما كانت الذرائع والمبررات، بل وعقدت لقاءات عسكرية وسياسية وأمنية وشعبية كانت ستنطلق إلى ابين لوضع حاجز بشري بين الجنوبيين المتقاتلين ، إلى أن بادر التحالف بذلك ووضع قوة مؤقتة من ألوية العمالقة المشهود لها بالوطنية والخبرة والكفاءة.

 ورغم مرور خمس سنوات على التحرير لم نستطع أن ندرب أو نؤهل في الاكاديميات العسكرية والأمنية والمدنية كادرنا الوطني خاصة الشباب الذين صنعوا ملاحم بطولية نادرة ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أيضا لم يستطع الكادر المخلص والمؤهل ، من الذين شاركوا في بنا الدولة سابقا أن يتحرك لأسباب كثيرة ، وبالتالي اهملت مشاركة الكفاءات بقيادة هذه المرحلة.

أعتقد بأن هناك عوامل مهمة لا بد من التوافق عليها قبل بدء أي مشروع وطني بحجم وحدة الصف الجنوبي ، لعل اهمها ضرورة احترام الخلفيات السياسية للنخب والقيادات ، من ما قبل 67 وما بعدها ومن 90 و 94 و 2015 وحتى الآن ، وان تكون القضية الجنوبية هي العنوان الجنوبي الجامع ، بطبيعة الحال ليس من حق من كان قبل 67 أن يعير من جاء بعده ، وكذلك ليس من حق من جاء بعد 1994 أن يعير من كان عام 90 ، وهكذا حتى اليوم.

 أن الجنوبيين كما هو معروف شعب مسيس منذ فترة طويلة ، ولكنه مسيس بثقافة الإقصاء ، عكس الشمال المسيس بثقافة سياسية مجتمعية غير اقصائية. لذا يجب إيجاد قواسم مشتركة بين افكارهم المتعددة والمتناقضة احيانا وفق مبدأ “التعددية”.
 

 ان من الأهمية بمكان استيعاب الفترة العنيفة من ستينات وسبعينات القرن الماضي. فلا نريد أن يدفع شعبنا نتيجة الاستقطابات السياسية والمناطقية ثمنا باهضا من دمه وماله ومستقبل أبناءه وبناته. 

 ينبغي كذلك التفريق بين أهل الخير واهل الشر وبين الصالح والطالح داخل كل مكون. فالقوى السياسية بكل اتجاهاتها فيها الفاسد والمتسلق مثلما فيها المصلح والوطني.

 الجنوبيين اليوم بحاجة إلى اخذ دروس الماضي بايجابياته وسلبياته فليس احد خير من احد فيه.

وليس لنا اليوم واجب الا بناء قاعدة لانقاذ شعبنا تعتمد على التسامح والتصالح والتفاهم بعيدا عن الاحكام المسبقة والشكوك وإطلاق التهم غير المنطقية.

 فما احوج الجنوبيين اليوم بعد مرور 15 عاما على عقد أول لقاء جنوبي في جمعية ردفان الخيرية في عدن(13 يناير 2006) ، لوحدة صفهم لتنظيم علاقاتهم النضالية المتسامحة مع بعضهم البعض ، ولرسم مستقبل زاهر لشعبنا ووطننا.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان