في الأيام الماضية أدان “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” انقلاب قيس بن سعيد على الديموقراطية..
واليوم أعلن الاتحاد نفسه تأييده لحروب وانتصارات طالبان، وهنأ الجماعة بدخول العاصمة واستحواذها على السلطة.
ثمة احتمال بعودة الديموقراطية في تونس، ولو في حدها الأدنى. وفي أسوأ الأحول: سيكون هناك نضال مستميت من أجل استعادتها، سيخوضه المجتمع المدني بكل تنويعاته.
وفي أفغانستان لن تسمع للديموقراطية حسا، فقد أعلنت الجماعة صراحة نيتها تأسيس إمارة إسلامية، ونصحها الاتحاد العالمي بالاعتماد على "الشورى". الشورى مسألة مختلفة كليا عن الديموقراطية.
انزلقت أفغانستان إلى حقبة مستدامة من حكومة اللاهوت، بما يجلبه اللاهوت من تحكم وبطش وخوف. فهناك خليفة يعلم، وهناك نظرية جاهزة، وثمة نظام عقائدي وأخلاقي مكتمل. أي محاولة للقول او الاعتراض هي مساس بكل تلك الأصول الختامية، وبالضرورة تشكيك في علم الخالق.
حلم "الإسلامي" يتحقق، فلتذهب الحريات إلى الجحيم. يقاتل الاتحاد في كل جهة دفاعا عن الديموقراطية، يقول، وعندما لاحت له فرصة فاشية جيدة أيدها وحملها على كتفيه.
حديث طالبان عن شراكة ومساهمة مختلف القوى هي خديعة قديمة عرفناها من زمن الخوميني: أن يعمل الموظفون البيروقراطيون تحت راية المرشد، أو الخليفة. سيكون هناك تنوع بسيط، مساهمة أفقية، وموظفون محترفون. كل ذلك سيقع تحت حاكمية الولي الفقيه في نسخته السلفية. ستسمى تلك الشمولية الفاشية شراكة، وسيكون هناك رئيس أفغاني يعمل "مشاطا" لقائد الجماعة. نعرف هذا النموذج جيدا، ونفهم حديث رجاله عن الشراكة والتحرير والذات الوطنية.
اختطفت طالبان شعبها مرة أخرى وقفزت به إلى المجهول..
وأدخلت تلك القفزة السعادة إلى قلوب الإسلاميين السياسيين.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
إعلانٌ مهمٌّ للسفير السعوديّ آل جابر بشأن الاتّفاق مع صنعاء.. وهذا ما تم حول صرف المرتبات
-
علي ناصر محمد يكشف للجميع ماذا قال له ”علي عبدالله صالح” عن الشيخ ”عبدالمجيد الزنداني” بعد حرب 94..شاهد ماقال
-
مقابل شرط واحد.. الحوثيون يوافقون على عقد لقاء مباشر مع الحكومة
-
كاتب سعودي: هذا ما كان يفعله ‘‘الزنداني’’ في المملكة خلال فترة شبابه
-
السعودية تحسم جدل خارطة السلام والرواتب
-
تفاصيل قصة شاب يمني توفي بعد ايام من زواجه بسبب هذا الامر
-
وزير سابق في الشرعية يكشف عن صفقة كبيرة بين الحوثي والسعودية قد تكون صفقة العمر للحوثي