(مقتل السنباني) قضية وطن
الساعة 03:17 مساءً

قتل السنباني رحمة الله عليه , وكان قتله هو امتداد لفتنة فصولها تحاك على اليمن , قتل وهو يرتوي بعد عطش ثمان سنوات لوطن , بعد ان وطأت قدماه أرض وطنه , وتنفس هوائه العليل , انطلق من مطار عدن بحرية وشوق يعانق الأرض والارث  , مبتسما فرحا كطفل يتنطط , وكأنه في مدينة العاب , يوثق تحركاته وفرحته تلك , مع اقترابه  من لقاء الاهل والاقارب والاحباب , ليعانق التربة التي نشأ بها وتمرغ في طينها طفلا , مشهد ازعج قوى العنف , التي تسلقت ثورة , لتوقف عجلة التغيير ,وتغذي الفتن والثارات , واستقطاع ما يمكن اقتطاعه من أرض ليحكمها بمزاجه ورواجه.

من المؤسف ان يتوهم البعض ان مشروعه الصغير يجب ان يبنى على أنقاض مشروع الامة , وانه لن يتحقق بغير الانخراط في مؤامرة تسهم في تدمير هوية الأمة , ويعتقد ان وظيفته الرئيسية هي القضاء على كل ما يمثل أو يوحي لوحدة الصف والتراحم والتآخي , لكل ما يمثل الهوية الجامعة او يتعطش لها .

فاستهداف السنباني هو استهداف لتلك الروح , وتلك الثقة التي يجب ان تكسر , ثقة الشمال بالجنوب والجنوب بالشمال , كشعب وامة , لا كنفوذ ومنظومة فاسدة وقذرة , تتواجد في الشمال والجنوب معا , وتتحالف اليوم لضرب روح الهوية الجامعة , وتحدث شروخ يتسرب من خلالها مشاريعهم القذرة , المدعومة خارجيا من أعداء الامة , حلفاء صهيون , وكهنوت ايران .

جريمة السنباني هي جريمة لاستهداف وطن , انتفضت من اجلها  نفوس و وجدان الجنوب قبل الشمال , وروابط المصير والهوية , واثارة مشاعر كادت ان تدفن في مقبرة الفتن التي حاكها الحكام بسياستها القائمة على التمييز بين أبناء الوطن الواحد أو الدولة الواحدة، وتصنيفهم إلى موال وغير موال، و إغداق مال الحرام في تموين الفتن ما ظهر منها وما بطن .

ما يسمع اليوم من أصوات نشاز ( شماليه او جنوبية ), تستثمر القضية تغذي فتنة ,و تستجر تاريخ تلك الحقبة الدنيئة من الأحداث , وتلوح بساطور تقطيع أواصر ما وحد الناس على كلمة الحق ( جريمة السنباني ) ضد العنف والتقطع والنهب والحرابة والقتل وسفك الدماء واستباحة الأعراض , وحدة الشرفاء والاحرار في الرؤية والموقف, مما جن جنون أعداء اليمن , عملاء صهيون وكهنوت إيران ,فتحركت الأدوات , وبثت السموم , لمزيد من الفتن والفرقة والتناحر , لحماية مشاريعهم الخاصة والضيقة , وتنفذ أطماع اسيادهم , وفتح منافذ لتلك الاطماع , بدعم سخي لمزيد من إراقة الدماء وسلسال الدم في أرضنا المباركة .

لا يوجد أبشع من الفتن والثارات على مستوى المجتمعات والأمم، حيث يشعل سفهاء الامة بين أفرادها على أوهى سبب وأوهن نقاط ضعف  .

الغضب الشعبي لمقتل السنباني , هي الحقيقة التي رفع عنها غبار العنف والاشاعات والحشد والشحن السلبي , لتظهر حقيقة هذه الامة وغيرتها على الحق أينما كان , تبرز وحدة الامة وهي تجود على كرمها وشهامتها وعراقتها وحضارتها وإرثها من الشموخ والبطولة التي لا تقبل الحرابة والتقطع واللصوصية , تجود وتستأصل بذور خبيثة غرسها المستعمر في وسط جزيرة العرب , لخدمة أعداء الامة, في مؤامرة يلعبونها بالمكشوف , بتوظيف سفها وانذال وثارات وتناقضات  .

من متى كنا مناطقيين  ولا طائفيين  , بل اريد لنا ان نكون , لخطورة هذا النوع من التناحر , وتوظيف قذر للتناقضات والاختلاف , وتحويل التنوع من نعمة لنقمة , بسياسة المستعمر (فرق تسد ) , تستدعي تصدي لمثل هكذا سياسات .

المطلوب من كل شرفاء أفراد ومكونات سياسية واجتماعية , داخل الوطن وخارجه , ان يجودوا على وطنهم و وحدة أمتهم , ووطنهم اليوم أشبه بذبيحة يعدونها لوليمة تنهشها قوى الفساد والعنف والأطماع , وأدواتها من اكلي الحرام و مصاصي الدماء , وناهبي الثروات , والنفعيين والمنافقين , فريق عمل قذر قذارة المهمة .

اليوم علينا ان نرصد كل الانتهاكات , ونرصد دعوات الفتنة , ونرصد مشعليها , وندعم بقوة لتنفيذ العدالة , وتقديم المجرمين للقضاء في الداخل الخارج , ونشكر كل من بادر من المغتربين في الايعاز برفع دعاوى ضد مثل هولا , كالمنتدى الأمريكي اليمني الذي يدعو لرفع دعوى ضد مصطفى المؤمري الذي جعل من جريمة مقتل السنباني فتنه بين الامة , وهم على استعداد لتحمل تكاليف الدعوة .

 شعبا  أراد الحرية والكرامة فقدّم شبابه أرواحهم ورووا أرضه بدمائهم , لا يمكن له ان يستسلم بهذه السهولة , فعلينا بإصلاح ذات البين , وكفى فرقة وتناحر , سننتصر لو بعد حين , وإن غداً لناظره قريب .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان