أبو علي الحاكم والهروب من الحقيقة؟
الساعة 08:17 مساءً

عندما فشل جهاز أبو علي الحاكم وأدواته الاستخبارية ممثلاً بالمخابرات العسكرية في الوصول إلى المتورطين والفاعلين الحقيقيين بمصرع صالح الصماد رئيس مجلس ما يسمى المجلس السياسي للأنقلابيين الحوثيين سارع الرجل بإخلاء مسؤوليته المباشرة عن هذا الفشل والأخفاق الذريع بالصاق الأتهامات وتحميل أناس أبرياء من أبناء تهامة, كل مشكلتهم إن بعضهم حضر آخر جلسة احتفال الضحية صالح الصماد(خطبة الوداع) في قاعة جامعة الحديدة قبل ساعات من مصرعه الشنيع ومن معه من مرافقين بطائرة من دون طيار أثناء محاولة التمويه على حركة موكبه من طريق فرعي؟؟.

 

أراد المدعو (أبو علي) عبدالله يحي الحاكم ضرب عصفورين بحجر الأول:

 

إثبات جهوزية استخباراته العسكرية وعناصرها وعدم تقصيرها أو فشلها في الكشف السريع عن الجناة وإخلاء مسؤوليته الشخصية والأخلاقية عن الإخفاق في توفير حماية لرئيس أعلى هيئة سياسية في سلطة الانقلاب يستوجب محاكمته ومعاقبته على الفشل فيها.

 

والثاني : ألسيطرة على حالة الانقسامات الحادة داخل قيادات جماعة مكونات أنصار الله الحوثيين التي توسعت عقب التآمر الداخلي باتهامات قيادات الصف الأول لبعضها البعض في تصفية صالح الصماد بما كان يمثله من رمزية شعبية مؤثرة على طموحات عائلة بدر الدين الحوثي والتيار الإيراني داخل الحركة ورغبتها في السيطرة الشاملة وازاحة المنافسين بأي وسيلة.

 

والثالثة : سعي الأنقلابيين إلى إظهار تماسك أجهزتهم وقدراتهم الاستخبارية والعسكرية الأمنية على كشف خيوط وأدوات العمليات الكبيرة وملاحقتها والقضاء عليها وتوجيه رسائل ترهيبية إلى الداخل والخارج بتعزيز القبضة الأمنية إلى أقصى درجة اليقظة.

 

يمكن القول باطمئنان الآن بعد تكشف كل تفاصيل سيناريو مصرع صالح عبدالله الصماد إن تصفية الرجل تمت بتواطؤ داخلي رفيع المستوى من قيادات في الصف الأول للحوثيين قدموا أدق المعلومات الأستخبارية عن تحركات جولته في محافظة الحديدة بما فيها تغيير مسار حركته الأخير الذي لا يعلمه سوى رجال ومخبري ومندسي أبو علي الحاكم, مما يكفي لتبرئة أبناء تهامة الشهداء التسعة وغيرهم ممن جرى تعذيبهم وتصفيتهم سابقاً ببشاعة خارج نطاق المحاكمة الصورية وبعضهم لأنه ممن حضروا لقاء الزعيم القائد الأخير واحتشدوا حوله للسلام عليه بطريقة عشوائية في ازدحام يدل على تقصير أمني مفتعل للأحتكاك بمرافقيه واتخاذ ذلك ذريعة لألصاق تهمة زرع شرائح في جيوب مرافقيه أو لصقات صمغية على ملابسهم بأبناء تهامة البسطاء ممن حشرهم المشرفون الحوثيون أنفسهم للمشاركة والاحتشاد القسري في استقبال صالح الصماد في مخطط مسبق أعد له أصحابه بخبث ومكر طافح !!!.

 

الفيديو الذي اعتبره الحوثيون دليلاً على تورط أبناء تهامة في تصفية الصماد ليس فيه أي دليل واضح على أن أحد المتهمين وضع شريحة هاتف بجيب أحد مرافقي الصماد المدنيين أو حراسته العسكرية, ويبدو بوضوح تسليم أحدهم قصاصة ورقية بيضاء تناولها الصماد وشوهد أحدهم وهو يلتقطها من بين الأقدام بعد أن رمى بها الصماد إلى الأرض قبل مغادرته القاعة إلى حيث ينتظره حتفه !!.

 

ظهر تعمد استخباري واضح في حشر صالح الصماد في تلك القاعة التي أُحيط فيها بعدد كبير من البشر لأن جهة ما مقربة منه خططت لذلك ونفذت مؤامرتها ثم تُلقي الأتهامات على من كانوا حوله.

 

هكذا تم التخطيط للثغرة الأمنية الكبيرة إلى درجة يشك معها أن من افتعل الزحمة البشرية حول الصماد هو الذي خطط ونفذ بأعصاب هادئة ونار باردة. أما الورقة التي التقطها من الارض صاحبها فيعتبرونها من الأدلة أيضاً, ولعلها كانت القرينة لإثبات إن من دسوا الشريحة المزعومة هم زملاء صاحب الورقة الذي تقدم فيها صاحبها علي القوزي أمين المجلس المحلي بالحديدة بالتماس للسيد صالح الصماد بالإفراج عن إحدى المعتقلات في سجون المليشيات!!.

 

فرضية إن الصماد قتل مع مرافقيه بواسطة شريحة تعمل بالأقمار الصناعية كذبة كبرى لأنه لا يوجد أي دليل في الفيديو على ذلك سوى التعليق الوهمي المصاحب للقطة لإقناع المشاهد بالجزئية الكاذبة ..وإنما المرجح أن العميل الداخلي من أوساط الحوثة قد زرع الشريحة أو اللصقة في سيارة الصماد نفسها وليس في جيب أحد المرافقين بقاعة اللقاء , علماً إن الطائرة من دون طيار رصدت تحركات الصماد منذ دخوله الحديدة ولا تحتاج لأحداثيات بالشرائح واللواصق لهدف مرصود من بداية ظهوره وجامعة الحديدة هدف كبير وتحرك سيارات الصماد في وضح النهار ورصدها ممكن بسهولة دون شريحة أو لاصق أيضاً.

 

فخلال شهر كامل تعرضت مدينة الحديدة لمراقبة جوية اليكترونية مكثفة بعد توالي استهدافات الأنقلابيين لسفن وزوارق حربية عديدة قبلها بفترة قصيرة, ولا يمكن لعملية رصد وتحديد أهداف وضرب دقيق أن تتم بتلك المهنية إلَّا قبل أسابيع وأيام عديدة من الواقعة وليس لمجرد ظهور الصماد لبضعة دقائق في قاعة عامة هرب منها إلى حتفه المكتوب !!.

 

يعرف أبو علي الحاكم وغيره من قيادات الحوثة المتورطين الحقيقيين ولكنهم اختاروا اللعب على الوتر الحزبي والسياسي والعفافيش والزج بأمين عام المجلس المحلي علي بن علي القوزي المؤتمري في محافظة الحديدة ليتصدر لائحة الإتهام لإسباغ مصداقية شعبية على درجة عدائية المؤتمريين للحوثيين وقياداتهم ثم أضيف إليهم محمد نوح المصنف أنه إصلاحي ليكتمل سيناريو تلفيق الإتهام بصبغته السياسية وليس الجنائية !!.

 

أحترقت الجثث ومركبات القتلى بضربة الطائرة على نار هادئة جداً ولم تبقِ أثراً لوجود شرائح أو غيرها وبقي أبو علي الحاكم وزبانيته في تلك الليلة يؤلفون وينسجون القصص والروايات لإعادة تركيب سيناريو لائق يخرج الأصابع المتورطة من المشنقة ويبعد عن نفسه مسؤولية التقصير والفشل الذريع لتكون شبهة وجود مؤتمريين أقرب إلى تصديق رؤسائه في حادثة ترجح الوقائع والأدلة إن الواقعة في إطار مؤامرة داخلية خفية بين أجنحة وتيارات الأنقلابيين أنفسهم لا يريدون أنصارهم وغيرهم معرفتها.. وإذا صحت الرواية فالتنفيذ داخلي في كل الأحوال.

 

أما كون المتهمين الرئيسيين في الواقعة قيادي مؤتمر وآخر من حزب الإصلاح فتكفي لدحض مزاعم تنفيذ الجريمة من قبل المتهمين الأبرياء الذين أعدموا ظلماً وعدواناً ممن لا يرجى منهم مخافة الله وخشيته.

 

ويزيد من سذاجة الإخراج السيء لجريمة إعدام المتهمين قول أحد محاضر التحقيق إن محمد نوح المنتمي إلى حزب الإصلاح أتصل قبل تنفيذ اغتيال صالح الصماد بضابط إماراتي إسمه( أبو الطير) أبلغه بنجاح زرع الشريحة في جيب أحد مرافقي الرئيس الصماد.. فكيف يلتقي الإماراتيون مع شخصية خطيرة من حزب الإصلاح في ذروة عداء الطرفين لبعضهما عام ٢٠١٨ م .. ولكن حبل الكذب قصير.!!.

 

أما التهمة الموجهة لعلي القوزي فهي تسهيل دخول زارعي الشريحة إلى قاعة لقاء الصماد في جامعة الحديدة ومساعدتهم .. فيما الرأس المدبر والممول الإصلاحي محمد نوح الذي يدفع الأموال عشرين مليون ريال سعودي وخمسين مليون يمني والشريحتين ينسق مع الإماراتيين حتى النهاية.

تم انتزاع اعترافات مزيفة للمظلومين تحت التعذيب الشديد أثناء التحقيق وبسبب ذلك أحضر الطفل عبدالعزيز إلى ساحة الإعدام في التحرير مسنوداً بعسكري وفاقد القدرة على الوقوف بسبب كسر في ظهره وتمزق النخاع الشوكي.

 

وعندما حاول المتهمون ومحاميهم كشف حقيقة انتزاع أقوالهم التعذيب رفضت المحكمة التماساتهم. ونجح مع كل ذلك أبو علي الحاكم في حماية سمعته وفشله الأستخباري بكشف المتورطين الحقيقيين في قتل صالح عبدالله الصماد ودفع الشكوك التي تحوم حوله.

وتنفس بذلك الصعداء عقب إعدام وجبة أبناء تهامة الأبرياء بعد خشيته من صدور قرار في اللحظات الأخيرة بوقف التنفيذ أو إعادة النظر بالمحاكمة وانكشاف تورط من يعرفهم بالواقعة البشعة.!!.

لكل ذلك استحق عليه منفذ حكم الإعدام العشماوي محمد الطيبي من أبو علي الحاكم الجائزة(الهدية) السخية التي لم يحدث أن قدمها أي شخص قيادي بتلك الطريقة المريبة التي لن تزيح كوابيس الشك عن أسرة صالح الصماد أو عن أنصاره, كما أنها ستقنع الرأي العام اليمني وذوي المظلومين أن التحرر بالنضال الوطني من طغيان مشروع الحكم العائلي العنصري للحوثيين هو السبيل إلى إستعادة الكرامة وصون العرض والأرض.

 

وخالص العزاء لذوي الشهداء ومحبيهم فقد وصلت رسالة ضرورة الخلاص من حكم الكهنوت الأنقلابي العائلي العفن إلى كل بيت عزيز ومقاوم في اليمن.

 

ولله الأمر من قبل ومن بعد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان