سفر الهزيمه
الساعة 04:23 مساءً

يقول المفكر عبدالله القصيمي عن الثورة والثوار " انه لا يمكن ان تكون ثورة بدون اصوات عالية ان الاصوات العالية تستهلك حماس الانسان وطاقته انها تفسد قدرته على الرؤية والتفكير والسلوك الجيد،

ان الاصوات العالية هي الثمن السخي الذي تهبه الثورة للمجتمعات التي تصاب بها،

ان الاصوات العالية هي العقاب الغوغائي الذي تعاقب به كل ثورة اعصاب ووقار مجتمعها .

الثوار دائما يتحدثون عن نقيض ما يعطون انهم يتحدثون عن الحرية والاستقامة وهم اقوى اعدائها ، وعن الصدق وليس في البشر من يعاقبون الصادق ومن يمارسون الكذب ويجزون الكاذبين مثلهم! وعن حقارة النفاق وهم احسن من يزرعونه ويستثمرون ويتعاملون معه، وعن الرخاء مع انهم من اذكى من يبتدعون جميع اسباب الافقار والازمات والحرمان، وعن التقدمية وهم اعتق البشر رجعية.

انه لا مثيل لهم في الخوف من التغير الذي لا يهبهم تسلطا وطغيانا، ويتحدثون عن العدل والحب وهم يعنون بهما تخويف كل الطبقات وقهرها وسوقها لمصلحة كبريائهم وأحلامهم"

 

لم يكذب عبدالله القصيمي في اي حرف فقدعايشنا منذ ما يعرف زورا وبهتانا "بالربيع العربي" كل ما ذكره حرفا حرفا وكأن ما خطت يداه كتالوج لتلك الظاهرة التي عصفت بعقول الكثيرين.

عايشنا في اليمن هذه الثورة الخداعة سمعنا تلك الاصوات العالية التي كانت تصرخ " يسقط النظام" بكل حماس وطاقة حتى استطاعت ان تخدع كل من القى لها السمع فجاء العقاب جماعيا لمن سمع ومن لم يسمع وفقد المجتمع وقاره وقوته معه. والسبب كان هو اصحاب تلك الاصوات العالية الذين مارسوا الكذب والخداع والنفاق من اجل الظفر بكراسي المقدمة وترك البقية خلفهم على نواصي الارصفة.

 

اصحاب تلك الاصوات كانوا مخادعين جدا لدرجة الئوم زينوا لمغيبي العقول "عجل الثورة" فخرالجميع ورددوا ترانيم الخضوع. حدثوهم عن قيمة وقدسية "سفر الخروج" وكيف انه سوف ينجيهم  من استبداد وظلم وبطش النظام  واستعباده إياهم، وذلك بقدرة وإرادة الله الذي خصّهم بقيادة الثورة فما كان من العامة الا ان اطاعوا سادتهم وحدث مالم يكن في الحسبان وجاءت تشريعات سفر الخروج بما لم تهوى انفس الناس وسيطر كهنة المعبد على المشهد مما اضطر اصحاب الاصوات العالية على كتابة "سفر الهزيمة" فكان التيه مصير الجميع ومازال الجميع بانتظار "المخلص"

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان