على رصيف الإنطفاء الحضاري
الساعة 09:45 صباحاً

مع توقف الفيس بوك والواتس ووسائل أخرى في العالم الافتراضي  احد اهم رموز الحضارة البشرية  .. لا يستبعد ان يتوقف التويتر الذي بقى صامدا..

 لاشي يضمن عدم انطفاء الوسائل الحديثة حتى تلك التي نراها اكثر صلابة فقد نجد يوما التلفون السيار وقد تحول لمجرد لعبة  بدون حرارة و التلفون الأرضي هو الاخر يمكن يصاب بعطل ماء وقد يصحو العالم يوما بدون تلفزيون ولاراديو حيث يصاب الاثير بغبار حاجب او (زكمة ) تفسد ذرات الهواء و ما شابه كل هذا يبقى محتملا ولاشي يضمن عدم حدوثه.

 السؤال هل سيتأقلم العالم  للحياة  سريعا او يبدا البشر في نسخته هذه بالانقراض.

 ربما تصمد البشرية وتمتص الصدمة و يكسب البشر  فوائد من غياب سلبيات هذه الوسائل وهي كثيرة فقد تعود العائلة تجتمع على سطح المنزل تحت ضوء القمر بينما تبدا الجدة تسرد قصص على غرار وريقة الحنا وكرام وقد يقوم الاخ الاكبر او الوالد بمراجعة دروس اولاده وحل الواجبات المنزلية دون عجلة

وبما يتعلق بالتواصل سيعود الناس الى التلغراف مثلا  و صناديق البريد وستنشط وظيفة (الطبل) حامل الرسائل..

 هذه الاخيرة وسائل  كلاسيكية لا تخلو من شاعرية جميلة فيها شجن وشوق وانتظار بكل مابه من لهفة وقلق و سيشعر الناس بأوقات صعبة وبنفس الوقت جميلة حيث اللقاء بعد صبر  ووصول اخبار الأحبة و الرسائل بعد طول انتظار  سترتفع ملكة الشعر وادب الشوق و السفر  وسيغني المغني  اغنيات مثل( اين الطبل لو لي معه رسائل)

مسعود هجر وخلف المصائب

والبعد طال وزادت المتاعب

 من اهم وسائل الخيبة في العالم العربي بان هناك اجيال  ولدت على (النيدو)ووسائل حديثة ناعمة الى حد الميوعة الغت كثير من الاعمال والجهود البدنية والعقلية فتعطل الخيال واصبحنا امة فاقدة للخيال وعندما تفقد اي امة خيالها   يتحجر الضمير وتضمر العاطفة وينام العقل وتنتهي العلاقة مع الارض والزرع  والمعلامة والكتاب والبحث عن العلم والرزق  وتنتهي قضايا مثل ركوب البحر وسفر القوافل وحكاية طريق الحرير واللبان

 ويتحول الناس  بدون خيال انساني وشوق وحنين وجهد واجتهاد   الى حالة اشبه  بمجموعة كراتين متحركة وزهور عاجية يسود الكسل وتتغلب ثقافة روح العالم الافتراضي على حساب  الواقع البشري بتفاعلاته المباشرة  المرة والحلوة...

 

 الانطفاء الحضاري المحتمل لا احد يضمن عدم حدوثة وبصورة غير متوقعه فلايوجد اعجز من الانسان ولا اجهل وكلما شعر انه امتلك الارض والسماء وقع في حفرة ضيقة كثقب اسود يبتلعه بين عشية وضحاها ...

 

انطفاء قد يأتي لأسباب معلومة وغير معلومة ..   مثل غباء البشر واطماعه ووحشيته  وموت العقل والضمير  وكل ما يسحب مبرر الوجود الحضاري للإنسان

 

 ومع هذ الانطفاء الحضاري تتبخر كل الاسلحة الفتاكة الجوية والبحرية والنووية والبرية وستتحول الى مجرد خردة

 وسياتي بدلا عنها الوسائل الحربية الطبيعية ليخرج

 السيف اصدق انباء من الكتب

 وتعود أهمية الحصان والجمل والحمير

وستغيب  سيطرة الدولار لتتحول أشياء أخرى مثل الفحم والحبوب  لتتحكم بقوة الاقتصاد ربما تكون حيوانات  النقل مثل الحمير هي الثروة الصعبة  وقد نرى( الصعبة) التي هي بنت الحمار وقد تحولت الى ثروة اصعب من الدولار اليوم...

 

سيتبخر كل هذا التبجح والغرور للقوة الغاشمة  ليعود الانسان الى حالته الاولى

 بل ربما يفشل في التأقلم ويعجز عن العيش بعد ان افسدته تكنولوجيا فاقدة الاخلاق والضمير  ليفقد. مبرر الوجود.

 

 فتبدا مرحلة الانقراض المحتوم وخلق بديل بإرادة القدرة الخالقة

والتي وضعت للحياة وانقراض المخلوقات المفسدة  في الأرض سننا وقوانين نجهلها ونحن نسير في قطار العالم المتوحش والذي يتفنن في الإفساد  وتشريد الشعوب من ديارهم ونهب الثروات وتهديم المدن والقرى على رؤوس الاطفال والنساء وسفك الدماء بطريقة عبثية ومرعبة وغير مسبوقة  ..

 

نجد الإشارة  واضحة في القران  بوجود خلق سبقوا  البشر على الأرض  انقرضوا وغابوا   لفقدانهم. مبرر البقاء

 وهي إشارة تحتاج تدبر من نوع ما.

 

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

ولله في خلقه شؤون

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان