من الواضح أن جورج قرداحى لم يفرق وهو يتحدث فى واحد من البرامج التليفزيونية مؤخرًا، بين أن يتحدث فى أى برنامج باعتباره إعلاميًا معروفًا، وبين أن يتحدث فى البرنامج نفسه بوصفه وزيرًا للإعلام فى حكومة نجيب ميقاتى اللبنانية!.
ولو أنه قال ما قاله عن الحرب فى اليمن كإعلامى وفقط، لما كان أحد قد توقف عند كلامه لأنه كان سيؤخذ على أنه رأى شخصى لا أكثر!.
ولكن لأنه وزير للإعلام فى حكومة تشكلت فى العاصمة اللبنانية بشق الأنفس، فإن حديثه كان سببًا فى مشكلة كبيرة لا يزال مداها يتسع بين لبنان ودول الخليج العربى الست.. ولم تتوقف المشكلة عند حدود السعودية، التى تعنيها الحرب الدائرة فى اليمن أكثر مما تعنى الدول الخمس المتبقية!.
مما قاله «قرداحى» أن الجماعة الحوثية اليمنية تدافع عن نفسها فى اليمن ضد قوات التحالف العربى الذى تقوده الرياض، وأن ما تتعرض له الجماعة هو اعتداء عليها وعلى اليمن من جانب السعودية والإمارات.. وإذا كان هذا هو رأيه، فمن حقه أن يؤمن به، وأن يتبناه، وأن يعلنه، فى حدوده الشخصية.. ولكن ليس من حقه أن يؤمن به، أو يتبناه، أو يعلنه، كوزير للإعلام فى بيروت، لا لشىء، إلا لأن «ميقاتى» وجد نفسه مضطرًا إلى الإعلان عن أن ما جرى إعلانه على لسان وزير إعلامه لا يمثل الحكومة اللبنانية ولا يعبر عنها!.
ما كاد وزير الإعلام اللبنانى يعلن ما أعلنه، حتى كان نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون الخليجى، قد أصدر بيانًا يرفض ما قيل تمامًا.. وهذا يعنى أن رفض «الحجرف» هو فى الحقيقة رفض على مستوى ست عواصم خليجية، تبدأ من سلطنة عُمان فى جنوب الخليج، وتصل إلى الكويت فى أقصى شماله!.. وبعد ساعات من بيان أمين عام المجلس، استدعت حكومة خادم الحرمين الشريفين السفير اللبنانى فى الرياض، وسلّمته احتجاجًا رسميًا، وكذلك فعلت الحكومة فى أبوظبى!.
الحقيقة التى قفز فوقها «قرداحى» أن جماعة الحوثى فى اليمن هى مجرد قفاز تتخفى وراءه يد إيرانية ممدودة بالعبث فى الأراضى اليمنية.. وهى ممدودة أيضًا فيما حول هذه الأراضى فى اتجاه السعودية مرة، وفى اتجاه البحر الأحمر مرةً ثانية، وفى اتجاه مضيق باب المندب الواصل بين البحر وخليج عدن المفتوح على المحيط الهندى مرةً ثالثة!.. لقد قفز فوق هذا كله، ولم يشأ أن يرى الحقيقة التى تقول إن الجماعة الحوثية ليست سوى فرع لأصل فى طهران!.
المشروع السياسى الإيرانى فى الإقليم ليس ضد الخليج وحده، ولكنه مشروع ضد منطقة عربية بكاملها، وصاحب المشروع المخرب لا يخفى ذلك وإنما يقوله ويعلنه!.
ا
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
قيادي حوثي : سنضرب كل حقل نفطي بالسعودية والإمارات.. وهكذا كان رد سعودي المزلزل
-
تحرك يمني امريكي لتعزيز أهم قطاع يسيطر عليه الحوثيون من صنعاء
-
توقعات بحدوث هزات زلزالية في اليمن وبهذه المناطق
-
قرار حوثي يصدم سكان صنعاء
-
تفاصيل اعتقال نجل وزير الدفاع على خلفية مقتل مرافق قيادي حوثي في مدخل منزله بصنعاء
-
خبير اقتصادي: عدن مقدمة على تغييرات اقتصادية كبيرة
-
قيادي مقرب من إيران يطالب بإقالة هذا الوزير المقرب من زعيم الحوثيين