قوات طارق وفرصة قضم المشروع الحوثي
الساعة 08:50 مساءً

لطالما كانت لدى قوات طارق فرصة قضم المشروع الحوثي عبر إسقاط الحديدة وقطع شريان الحياة الأهم عن الحوثيين على اعتبار أن حراس الجمهورية تشكيل عسكري غير خاضع لسلطة الشرعية اليمنية وغير ملزم بالتزاماتها المعروفة، فضلا عن تجاوزات الحوثيين وخروقاتهم اليومية لإتفاق استوكهولم وهو ما يمنح الطرف الاخر ممثلا بقوات طارق وألوية العمالقة حق الرد والتصرف بالطريقة التي يراها مناسبة، ومع ذلك لم يحدث شيئ من هذا القبيل .

وغير بعيد عن ذلك أيضا، لطالما توافرت ظروف توجيه طارق دعوته للمجلس الانتقالي منذ وقت مبكر وطلبه قبل اليوم يد العون لمواجهة الحوثيين في الساحل وليس في مكان أخر ومع ذلك لم يفكر فصيل طارق بمغازلة الانتقالي وعرض الشراكة عليه الا حينما إقترب الحوثيون من شبوة باعثا بذلك رسالة مفادها رغبة العميد نقل معركته ومواجهة الحوثيين هذه المرة من داخل المناطق الجنوبية أي بدلا من تعزيز قواته في الساحل الغربي والانطلاق من هناك باتجاه مناطق سيطرة الحوثيين، وهي المناطق الأقرب إلى مواقع تمركز قواته والأكثر تأثير على مسار الحرب وتوازنات المشهد .

إن تجميد جبهات القتال في المناطق المتاخمة وغير المستقرة والسعي عوضا عن ذلك الى فتح جبهات قتال جديدة بداخل مناطق ظلت مستقرة نسبيا لسنوات يعد تطورا مدروسا ويحوي بين طياته أبعادا سياسية تتصل برؤى المتحكمين بدفة الصراع وليس في حساباته البته إنهاء المشروع الحوثي ..! يمضي الامر هنا تبعا لرغبات الخارج وليس بمقدور أدوات الداخل سوى الامتثال والتنفيذ .

وبالمناسبة حيث لا حسابات خاصة ولاقرار ذاتي يحق له امتلاكه، فإنه ليس مستغربا حينها تحول الانتقالي الى كبش فداء لضمان عودة الاستقرار الى المناطق المحررة ضمن بنود خارطة نفوذ جديدة تستثني وجوده هناك أو حتى إعادة تأطيره بما يتواكب مع رحى المتغيرات الجديدة ..( راجع قصة الوية العمالقة في الساحل، كيف بدأ ذلك الكيان وكيف أصبح، بما في ذلك باب العلاقة ومالاتها مع طارق؟ ) ..

محمد الثريا

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان