الموت لأمريكا.. ليس أقل من غطاء تضليل
الساعة 02:27 مساءً

 الموت لأمريكا، هكذا تردد مليشيا ( إيرلو ) الإيرانية في اليمن كلما فجرت منزلا، أو مسجدا، أو مدرسة، و تهتف تلك المليشيا بقسميها سواء من تسميهم القناديل، أو  من تصمهم بالزنابيل، أو من تصنفهم السادة، أو من تصنفهم  بالعبيد : الموت لإسرائيل..!!

  ما عاد أحد يصدق في اليمن أن هناك أدنى صلة بين مليشيا ( إيرلو ) الحوثية، و بين هذا الشعار الذي تردده للخداع و الاستهلاك . كانت حاسة رجل الشارع اليمني البسيط أسرع في الاستنتاج، و أكثر صراحة في التعبير عن أكذوبة ما يحويه هذا الشعار .

  لم ينتظر الشارع اليمني - البسيط - طويلا ليتأكد من ذلك، فقد كان لمّاح الذكاء منذ البداية ؛ حيث ظهر له مبكرا أنه ما إن تم تسليم صنعاء غدرا للحوثي - في وقت كانت  فيه سفيرة دولة أوربية تنشر صورا لها على صفحتها في منصة التواصل الاجتماعي  من سطح مبنى سفارتها، و تصف فيه الجو البهيج - في هذا الوقت كانت أيدي رجل الشارع البسيط تمسك على قلبه خوفا مما سيفعله الحوثيون بالسفارة الأمريكية - بناء على ما كان يسمعه من تهديد و وعيد بالموت لأمريكا  - و ما سيترتب عليه  من ردة فعل عنيفة، و مدمرة، من قبل الأمريكان . لكن الذي حدث أن مليشيا الحوثي الإرهابية لم تفعل أكثر من أن تحول كثير من أفراد مليشياتها إلى حراس مخلصين  للسفارة الأمريكية، إلى أن جاء اليوم الذي سلم فيه أفراد السفارة الأمريكية أسلحة حراس السفارة كهدية للطرف الحوثي عربون صداقة،  أو تأكيدا لها.

 

   غير أن أكثر ما استلفت أنظار النخب المثقفة، و بعض النخب السياسية هو موقف الإدارة الأمريكية الحالية ، التي سريعا ما عملت على  رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب ؛ كأسرع إجراء يتم في هذا الشأن.

   أما من جانب الجزء الآخر من الشعار، و هو : الموت لإسرائيل و اللعنة على اليهود، فقد كانت ترجمته الحقيقية أن قامت جماعة الحوثي بتسليم نسخة تاريخية من التوراة، مخطوطة بخط اليد منذ ثمانمائة سنة، و ذلك تقديرا للصداقة التي يأتي معها الشعار أنه مجرد شعار استهلاكي محلي للتخدير و الخداع ليس إلا.

   للشارع تفسيراته السريعة و الجريئة التي لا تقيده خلفية مخدوع بالوتر الإنساني الذي تتظاهر به بعض العواصم الغربية،  و لا تسلسله محاذير المواقف السياسية، إذ راح يتحدث بتلقائية في تعليقاته عن ضرب مدينة المخا - يوم أمس - بثلاثة صواريخ بالستية في وقت يتزامن مع زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى مدينة المخا، و أنها ليست أقل من إعطاء مليشيا الحوثي هالة إعلامية وصنع بطولة لها، و ليست هذه هي المرة الأولى ؛ التي تتضافر فيه مسرحيات من هذا النوع، و تسخير قنوات فضائية في مثل هذه الزفة .

 

   يمضي رجل الشارع اليمني ببساطته و صدق حدسه، وتحليلاته البريئة يتساءل : ما الذي كان متوقعا أن يكون - من هذه العواصم و تلك - لو أن ألعابا نارية تفرقعت في تعز بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي للمدينة !؟

   بل حتى الصغار المحليين من المجندين في منصة التواصل الاجتماعي و المتربصين سيعتبرون ذلك يوم عيد يرفع من رصيدهم لدى مجنِّدِيهم؛ حيث تتوفر لهم مادة يتوصلون بها - كعادتهم - في تحويل الذرة إلى جمل، و تسييس الفعل بعد تحويله إلى قنابل و قذائف ، و أن الجهة الفلانية هي من تقف وراء هذ الحدث، و أنه لا بد من تغيير مدير التربية و مدير مكتب الشباب، مع مساءلة مدير الأوقاف، ثم وهو الأهم جماعة (المقر) التي كان ومايزال  لها موقف تصدي واضح من مليشيا الحوثي، و هي سوابق تعطي مؤشرا واضحا لمن يقف وراء هذا الاستهداف  لممثل أممي.. يالله و نحن فرحنا أنه أول مبعوث وصل زائرا لتعز .. و هكذا سيمضي سيناريوا خيال المتربصين، سواء ممن يتكلمون بالعملات المحلية، أو الأجنبية ..!! 

 

   هل هناك من لايزال يصدق أن شعار : الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.. شعارا حقيقيا، و أنه ليس أكبر أكذوبة للخداع و التضليل كما هو الواقع !؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان