أما وقد أقدمت مكرها  او طواعية على  تقديم استقالتك من منصبك الوزاري فإنه ليس من حقك  التنازل عن ما سبق لك ورددت من قول عن حرب اليمن من أنها حرب عبثية، لا لأنك لست أول من قالها، ولا لأنك آخر من قد يتخذ منه عنوانا لمحو هكذا صفة خجولة لهذه الحرب.    التي كم كنا نتمنى منك ايها الاخ العزيز جورج قرداحي أن لا تجعل تنازلك عن منصبك مقرونا بتخليك عن رأيك وقناعتك .خصوصا وأنك ولاشك تدرك أن تمسكك برايك عن حرب اليمن ابقى واغنى وأشرف من كل المناصب والكراسي ولكنك أبيت مع الأسف أن تكون الا ما اردوه لك أن تكونه. 

أما نحن من نصطلي بقبح ونتانة هذه الحرب فلن نزيد فوق ما أصرت أن تقدم به نفسها لنا من أنها  ليست حرب عبثية وحسب؛ بل كانت ومازالت وستبقي حرب حقيرة سافلة تافهة جبانة وقذرة ومنحطة وبكل المقاييس ملعونة. 

لا يشبهها ولا يتصف بصفاتها إلا من تسبب بإشعالها وسعى اليها ووقف خلف بقائها وروج لها، ومولها واجتهد  في مد عمرها ،ومن ما يزال يراهن عليها ويتغنى بها ويناصرها ويحافظ على موقعه فيها ليكسب ويتكسب من ورائها.         

حرب داعرة فاجرة لا هدف لها ولا مشروع غير هدف الابتلاع ،والدمار والاقتلاع، والحرق، والسحق والفناء.

ولا مشروع تحمله في جعبتها غير مشروع الثأر، والحقد، والانتقام من مبادئ وقيم وأفكار الحرية  والتحرر والاستقلال والجمهورية والعدل، والمساوات.

حرب اتكات على اراذل القوم وأحطهم خلقا وخلقا. شحمات انوفهم ابعد ما يستطيعون رؤيتها، ودونيتهم ، ونقائصهم وجهالتهم، وعصبتيهم وبخس انفسهم هي أبلغ وأعلى ما يؤمنون ويستدلون بها من  معايير لبناء واقامة حججهم  واحكامهم  واثبات وجودهم وتحديد شكل ومضمون علاقاتهم  وتعايشهم مع غيرهم.

حرب لا تشبه إلا نفسها وعرابيها  فاستحقت ان تكون قياسا بغيرها مزبلة ومعرة كل الحروب حتي منها تلك الاكثر وحشية وبربرية ..حرب حوت كل عفن واستوعبت وجسدت كل مستقبح ومستهجن وشاذ ومنبوذ. فلم يعرف لها يوما نظاما أو خططا او تكتيكات تلتزم بها وتحترمها  وتحرص على تنفيذها.

حرب لقيطة منفلتة لا قيمة لها أو مزية. لاقوانين تلتزم بها ولا أعراف تقربها ولا خطوط حمراء تقيدها، وتخجل من تجاوزها، ولا حدود أو محطات تنتهي وتتوقف عندها.

 ( حرب  ) عشوائية قامت وتقوم على بث وبعث  وتوطين  نوازع واخلاقيات  الارتزاق والعمالة والتبعية، والملشنة.

حرب أريد بها نهب وتركيع شعب وطمس ذاكرة ،وابدال هوية. 

حرب جاهلية نزقة اعمى حامليها ومبتدعيها الانتفاخ والتورم والانبطاح. حرب صحيح قد تكون باعدت بيننا جوعتنا افقرتنا شردتنا ارعبتنا سفكت دمانا نهبت خيراتنا دمرت بنانا التحتية طرقنا منازلنا مدارسنا مشافينا ملاعب وحدائق اطفالنا ومنشاتنا.

حرب قد تكون توفقت في اصابة كل ما تبقي منها بالعطب والشلل وقد. ولكنها لم تستطيع ابدا ان تؤمن سلامة  القائمين عليها  ، او ان تضمن عدم ارتداد  حصاد ويلات ماجنته أياديهم عليهم .

فها هي تصرفاتهم وحبكات اعمالهم  تدل على تعلمهم وعلمهم المتأخر إنهم قد عجلوا بما اجرموا من نهاية تهاوي وسقوط عروشهم الكرتونية.