اللواء الذيباني … فرادة المقاتل وتميز القائد
الساعة 08:15 صباحاً

ثمة حقائق تاريخية ترسمها الأحداث والوقائع على الأرض، وثمة أشخاص يصنعون الأحداث، وينحتون في الصخر سلالم للمجد، ومعابد للفداء هم وحدهم روادها وحداة ركبها المبارك إلى حيث تعلو قمم الشموخ وترتفع رايات الكرامة الشهيد العظيم.

 

اللواء الركن، ناصر الذيباني يتربع على قمة هرم صناع المجد التليد لملحمة الكرامة الوطنية، التي يخوضها أبطال الشعب اليمن ورجالاته الأفذاذ.

 

تحتاج الأوطان في لحظات فارقة ومفصلية من تاريخها النضالي، ومعارك الوجود الحتمي فيها إلى وقود شديد التأثير، قوي المفعول، ليهز الوجدان الوطني ويخرج مخزون الكرامة من داخل كل النفوس، ويبعث في الأوطان أمجاد الماضي وبسالة الحاضر، وهو ما تهيئه الأقدار للشعوب الحرة، كي تشعل فيها جذوة الكرامة وتحيي عندها روح النضال الصادق للكل وبالكل، ظنناً أن الموت يجامل الجبال التي تمشي على قمم الجبال، أو حتى يهاب الكواكب التي تخوض المعارك وتخترق اللهب وكأنها قدرٌ خلقه الله ليصارع نواميس الكون.

 

لكنها خيبت الظن وادخرت قلب البطولة لتحيي فيه قلب الوطن وقلوب كل الأحرار وتبعث روح النضال في الحق عند اشتداد ظلمة الباطل وصدق الله العظيم حين قال، (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون).

 

إنها الأقدار التي أجلت الشهادة للشهيد القائد ناصر الذيباني، الذي ظل يمشي على الأرض سبعا من السنين، يغالب أقدار الموت المحقق لينتظر لحظة ميلاد الفجر الوضاء، التي تأتي عند اشتداد العتمة وسفور الظلام الكئيب.

الرجل الشجاع الذي لم يغب عن معركة ولم يتأخر عن نجدة ولم يهاب سدود الموت غالب الجسارة والبطولة والشجاعة والفداء فتمنت أن تكون هو.. هو ذاته الإنسان البسيط المتواضع السهل القريب من كل أفراده ومرؤسيه، النزيه في الأموال ومتع الدنيا والغائب في المغانم والبهارج والحاضر عند المغارم والتضحيات وفي حضرت الموت الكريم.

سطر كتاب بطولته وسفر مجده وملحمة نضاله جروحاً لا تعد على جيده الباسق وشموخه الذي لا ينحني، حفر في الصخور آيات البطولة، ونقش في الرمال أرقى صور المجد ورفع في جبين الشمس شمساً أخرى من أساطير الفداء.

قدّم روحه في القمة من كل شيء باسق الشموخ، وظل محافظاً على الصدارة حتى الموت، ولم يسلم روحه لبارئها إلا من أعلى قمة في الارض وأقربها للسماء التى على ربها، ناضل وفي سبيل عزتها جاهد ومن أجل جمهوريتها قدم روحه راضية مرضية، رحم الله الشهيد الحر أبو منير، ولليمن الولادة كل العزاء والتي في سبيل كرامتها تهون كل التضحيات.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان