لا خيار للشعب اليمني من أجل الخروج من وضعه القائم إلا بخيار اصطفاف الصف الجمهوري عمليا، مستلهمين - بعد عون الله - مواقف الصف الجمهوري إبان حصار السبعين.
الدندنة قولا، أو التغني بالصف الجمهوري كلاما ، لا يغني من الحق شيئًا، و لا يمنح الواقع نفع خردلة، ما لم يصير الكلام عملا في الميدان، و فعلا على أرض الواقع.
و بالتالي لا بد أن يتجاوز متبنو ؛ و منتسبو الصف الجمهوري، كل عوائق و عراقيل تفعيل الدور العملي الميداني للصف الجمهوري، و ألا يُضْعِف هذا أو ذاك موقف الصف بتردد أو ارتهان؛ و إلا فلا فائدة في أن يتغنى أي أحد بالصف الجمهوري.
خير من يترجم الناحية العملية للجمهوريين هم أولئك الرجال ؛ المرابطون في الميدان ، القابضون على الزناد، في كل الجبهات ، و في مواقع الشرف ، و خطوط البطولة و التضحيات ، و أولئك الذين يمتطون صهوة الكلمة؛ بناء، و توعية ، و إعلاما، و موقفا .. دون تردد أو تبدل أو تغيير.
و أوضح من ترجم موقفا و عملا حقيقة الصف الجمهوري ، هي تلك الحشود الجماهيرية الضخمة، التي خرجت في المسيرات و المظاهرات على إثر فوز المنتخب الوطني للناشئين ؛ حيث خرجت بلسان جمهوري فصيح تعبر بملئ إرادتها، و بأعلى صوتها و بكل عفوية و صدق عن جمهوريتها، رغم كل الظروف.
كان ذلك الموقف الواضح،هو موقف جماهير الجمهورية الواسع و الحاسم، و كان ذلك هو لسان حال شعب بأكمله، كما كان رسالة ؛ لأولئك الذين كثر كلامهم عن الصف الجمهوري، و تأخر فعلهم ، و كانت الرسالة تقول لهم : قد آن أوان أن تترجَم الأقوال إلى أفعال، و أن يتحول الكلام إلى عمل ؛ و سنكون معكم في الميدان.
إن من الأهمية بمكان؛ ان تُلتقط هذه الرسالة، فتكون المبادرة إلى التطبيق بعد التنظير، و إلى الفعل بعد القول، و إلا فستتلوا رسالة تلك المسيرات التي هتفت لليمن الجمهوري؛ ستتلوها رسالة تعلن عن خيبة أملها في كل من يظل في موقع الكلام، و لم ينتقل بعد إلى(جبهة) الفعل و الأعمال .
إن الالتفات - من البعض - إلى الوراء للتباكي على مصالح ذاتية، مضرٌّ أيما إضرار ، فحين يكون العدو هو من شن الحرب، و هدفه استئصال الجميع؛ فإن الإلتفات إلى الوراء - عتابا، أو مناكفة، أو مكايدة - إنما يؤدي إلى تمكين العدو ، و لا شيئ غير ذلك.
تتسرب - أيضا- بعض كتابات مليشاوية حوثية خادعة، و مخادعة تتباكى - زورا - عن السلام ؛ و يحدث أن ينخدع بها بعض آحاد الناس فيجاريها بحسن نية، في حين أن مليشيا الكهنوت الحوثية تعبئ و تحرض ؛ بل ترسل صواريخ الدمار نحو أحياء سكنية بكل خساسة و خسة .
إن الصف الجمهوري، ليس من طبعه الأنين و لا التردد، كما أنه ليس من عادته السخط و لا التذمر، و من يسلك هذا المسلك و صواريخ مليشيا إيران تستهدف الأطفال، فإنه مدعو لمراجعة حساباته، بل و مواقفه ، و أن يتذكر جيدا من الذي أعلن الحرب و شنها، و انقلب على الشرعية و خانها !؟
و إزاء هذه الحرب التي فرضتها مليشيا المشروع الإيراني؛ هل اللازم التصدي لها بقوة ، و مواجهتها بصدق؟ أم يرى البعض الاستسلام لها بذل !؟
و لنتذكر جيدا أن نتائج مؤتمر الحوار الوطني رسمت خارطة طريق تؤدي إلى السلام و الاستقرار، فمن الذي قاد الانقلاب عليها؟ و من شن الحرب و أعلنها ضد السلام و الاستقرار؟
إن الذي يكره السلام و يقف ضد الاستقرار، هو من وقف ضد اتفاق اليمنيين الرامي إلى الانتقال عبر نتائج مؤتمر الحوار الوطني إلى بر الأمان ، و الأخذ بزمام التحول الديمقراطي و التنموي، فمن الذي وقف إذن ضد تحقيق السلام ؟؟
إن كل إنسان سوي يكره الحرب ؛ لكنه أشد بغضا و كرها للذل و الاستسلام .
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"