الشيخ عمر أحمد سيف شيخ العلماء الأحرار
الساعة 10:06 مساءً

 

الشيخ عمر أحمد سيف شيخ العلماء الأحرار

يعد الشيخ عمر أحمد سيف رحمه الله ( 1927 - 2005م)  من أبرز أعلام اليمن في القرن العشرين ومن أبرز الوجوه العلمية والدعوية التي افتقدها أبناء اليمن في السنوات الماضية . 

عرف عن الشيخ نشاطه الدعوي والعلمي منذ الستينات حيث تنقل الشيخ بين صنعاء وعدن ثم تعز ثم استقر به المقام في الحديدة داعية وخطيبا ومشرفا على معهد النور العلمي في الحديدة . 

انتخب عضوا في مجلس الشورى ثم في مجلس النواب وكان شهيرا في قول الحق ومقارعة الفساد وقد اختلف مع الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني رحمه الله لأنه كان يراه متساهلا وغير حازم ومظلة للفاسدين فأدخل السجن بتهمة التحريض على النظام وخرج من السجن في عهد الحمدي . 

أختلف مع كل الرؤساء لأنه كان لا يسكت عن مخالفة ويقول الحق ويجهر به في المنابر ويحرض على المخالف ويكره التزلف ومدح الحكام ولذا ترك الخطابة في الجامع الكبير بصنعاء في منتصف الستينات بعد ان عينه وزير الأوقاف حينها القاضي عبدالكريم العنسي عندما طلب منه الدعاء للرئيس عبدالله السلال في خطبة الجمعة، .

شارك الشيخ عمر بفعالية في كثير من المواقف والأحداث وكان مناصرا للقضايا الإسلامية ذهب للجهاد في أفغانستان وعاد منها عندما أختلف المجاهدون وجمع التبرعات لمسلمي البوسنة عندما هاجمها الصرب مطلع التسعينات وتبرع بمنزله في صنعاء دعما لفلسطين . 

عندما كان الشيخ يحاضر عن الجنة ونعيمها كان ينطلق في محاضرته ويسهب ويتدفق كنهر لا يتوقف وبعض خطبه كانت تصل لساعات وكان الشيخ بسيطا متواضعا يورد في أحاديثه القصص والنكت والطرائف ويمزح لكنه في قول الحق اسدا هادرا لا يخشى أحد ولا يخاف في قول الحق لومة لائم .

يقول عنه الشيخ يوسف القرضاوي بعد وفاته : (كان رجلا حرا مخلصا شجاعا في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم ولا نقمة ناقم، هذا العالِم هو الشيخ عمر أحمد سيف، عرفت الشيخ عمر أحمد سيف كلما زرت اليمن وجدته ديدبانا يقظا كأنما هو سيف سله الله على الباطل، سله الله للدفاع عن حوزة هذا الدين وعن حرماته، يقول الحق وينطق بالصدق، لا يتلكأ ولا يتعثر ولا يتردد، كان من المنتمين إلى الحزب الحاكم في اليمن ومع هذا ما كان يألوا جهدا ولا يدخر وسعا ولا يتردد يوما في أن يقول كلمة الحق لأعضاء الحكومة، بل للرئيس اليمني نفسه، يجابهه بما يرى أنه الحق وهذا نوع نادر من الناس، فإن مشكلتنا في كثير من علمائنا أنهم ما بين ناطق بباطل أو ساكت عن حق وإنما تضيع الأمة إذا ولد فيها مَن ينطقون بالباطل ومَن يسكتون عن الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، إذا كان الناطق بالحق شيطانا متكلما فالساكت عن الحق شيطان أخرس، كان الشيخ عمر أحمد سيف لا يسكت أبدا عن الباطل ولابد أن ينطق بالحق، كان من الذين ينطبق عليه قول الله تعالى {الَذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ ويَخْشَوْنَهُ ولا يَخْشَوْنَ أَحَداً إلاَّ اللَّهَ وكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} ). 

رحم الله الشيخ عمر وإلى اللقاء غدا مع وجه رمضاني جديد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان