الشيخ البيحاني رمز إنساني تحدى الإعاقة واعتلى منبر الأزهر
الساعة 01:17 صباحاً

 

الحديث عن الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله ( 1908 - 1972) بصفته العالم والشاعر والداعية ورائد للدعوة الإسلامية في جنوب اليمن لا يفي بحق هذا العالم المجاهد والأديب الإنسان فهو من اليمنيين القلائل الذين تحدوا الإعاقة فرغم فقدانه لبصره وهو في سن الخامسة من عمره في منطقة بيحان بشبوة ومع هذا فقد واصل تعليمه واستطاع أن يبرز في مجاله وأن يبدع عالما وخطيبا وداعية وشاعرا وأن يشارك بفعالية في صناعة الأحداث وتربية جيل من أبناء اليمن خصوصا في عدن . 

تنقل الشيخ أثناء فترة دراسته بين بيحان شبوة وتريم حضرموت ومدينة عدن التي استقر وتولى الإفتاء فيها 1943م كما شارك في تأسيس نادي الإصلاح العربي الإسلامي عام 1929، كما أسس " الجمعية الإسلامية للتربية والتعليم"  عام 1950، و"المعهد العلمي الإسلامي" ، سافر بعد ذلك الشيخ البيحاني إلى مصر ضمن منحة علمية للدراسة في الأزهر الشريف حيث نال الشهادتين الأهلية والعالمية خلال ثلاث سنوات .

عاد الشيخ إلى مدينة عدن نهاية الأربعينات بعد ان كان في الأزهر محط إعجاب علماء ومشايخ الأزهر وحيث تولى الخطابة في جامع الأزهر كأول عالم يمني يعتلي منبر الأزهر وفي عدن قام الشيخ البيحاني بتجديد بناء مسجد العسقلاني وتولى فيه الإمامة والخطابة وإقامة حلقات علمية في فنون الحديث والتفسير والفقه والسيرة وعلوم اللغة وكان يختم صحيح البخاري مرة كل عام.

وفي عدن رغم شيوع أجواء القمع للتعليم الديني ووجود قوات الانجليز الا أن رجال الخير من أبناء عدن التفوا حول الشيخ محمد بن سالم البيحاني ودعموا مشاريعه العلمية والخيرية. 

اشتهر الشيخ البيحاني بكونه علما بارزا وزاره عدد من كبار العلماء والملوك والأعيان واتصل بكثير من العلماء داخل اليمن وخارجها، وأقام معهم علاقات علمية وودية واسعة وانتشرت كتبه وأشهرها " إصلاح المجتمع " و" أستاذ المرأة " و " الفتوحات الربانية بالخطب والمواعظ القرآنية" وكان الشيخ شاعرا وله دواوين شعر كما كان محاربا للقات وله قصائد في هجاء القات والشيخ البيحاني في هذه القضية يخالف الشيخ عمر أحمد سيف رحمه الله فقد كان يمضغ القات ويفتي بحله ويختلف مع من يحرمه .  

سافر الشيخ البيحاني إلى بلاد عربية وإسلامية عديدة والتقى بعدد من الملوك والرؤساء فحصل منهم على دعم لإنشاء  "المعهد العلمي الإسلامي" في عدن الذي افتتحه غرة ربيع الأول 1377هـ الموافق 25 سبتمبر/أيلول 1957 بسبعمائة طالب، و23 مدرسا . 

لقي العلامة البيحاني الكثير من المضايقات في مدينة عدن فرحل إلى مدينة تعز وعاش فيها لنحو عامين حيث توفي في 13 فبراير/ شباط 1972 ودفن في مقبرة مسجد المظفر بالمدينة القديمة بتعز .

رحم الله الشيخ محمد بن سالم البيحاني وإلى اللقاء غدا مع وجه رمضاني جديد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان