قبل حوالي شهر زارني إلى مكتبي بمقر صحيفة "عدن الغد" رئيس لمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي بعدن فؤاد راشد.
راشد قيادي قديم في الحراك الجنوبي وتجمعني به صداقة قديمة، لاحظت خلال زيارته لي ان 3 مسلحين يرافقونه.
كان المنظر بائسا إلى حد لايطاق.
عرفته لسنوات ولم أراه قط في محيط فيه رصاصة واحدة..!
ان تناضل عشر سنوات لإسقاط نظام ما وحينما يسقط تجد نفسك غير آمن في الواقع الذي ناضلت لأجله؟
كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي كلها التي أرى إلى جانبه مسلحين لحمايته.
التفت له وقلت له :" سبحان الله يا أستاذ فؤاد 10 سنوات قضيتموها كقيادات للحراك في عهد علي عبدالله صالح مارأينا إلى جانبكم حارس واحد.
ضحك بحسرة وقال :" والله يا أخي فتحي إني كنت انطلق من المكلا إلى عدن مابيدي سوى قلم ولا حراسة ولايحزنون.
خلال هذا الأسبوع فقط قتل مسلحون مجهولون 2 من قيادات الحراك الجنوبي بعدن مضاف إليهم قائمة طويلة ممن قتلوا خلال 3 سنوات مضت.
وقٌيدت القضايا كلها ضد "مجهول"..!
أكثر الناس مخافة في جنوب اليمن هم أوائل الناس الذين انتفضوا ضد حكم صالح وكانوا آمنين في عهده مختافون في عهد الواقع الذي نشدوه سنوات .
10 سنوات قضاها قيادات الحراك الجنوبي في عهد صالح آمنين مطمئنين وفي عهد الدولة التي نشدوها صاروا لايخرجون إلا بحماية مسلحين ومن لم يظفر بالحماية نالت منه رصاصات الاغتيال.
جنوب اليمن المنطقة الوحيدة حول العالم التي يٌعاد فيها كتابة التاريخ مرتين وبنفس السوء.
قبل عقود اكلت ثورة 14 قادتها ومن اشعل جذوتها الاولى واليوم يٌؤكل الحراك الجنوبي وقادته بنفس الطريقة الاولى.
لاتخرجوش..!
لاتلعبوش..
لاترقصوش..
مشتحكموش