هل ستخرج اليمن من عنق الزجاجة؟
الساعة 07:38 صباحاً

خلال فترة وجيزة تمكنت من اكمال قراءة كتاب الرمال المتحركة لمحسن العيني، ومذكرات الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر، ومذكرات الشيخ سنان ابو لحوم، ويوم ولد اليمن مجده لعبد الغني مطهر، و100عام من التاريخ للفريق حسن العمري

مؤلفي هذه الكتب من رموز ثورة السادس والعشرين من سبتمبر غنيين عن التعريف. وتناولت مؤلفاتهم احداث ماقبل واثناء وبعد الثورة. 

الجميل في هذا السرد التاريخي هو الاعداد المتميز للثورة، والدينميكية العجيبة التي مرّت بها تلك الاحداث وصولاً إلى نجاح الثورة. 

 لكن ما أن نجحت الثورة إلا وحل ظلام دامس على الأوساط الثورية، وتحول الكل إلى اشباح تنهش بعضها بعض، في ظل غياب رؤية وطنية موحدة تُحافظ على ثوابت الثورة وترسخ مبادئها.  

ومن خلال تحليلي المتواضع لما آلت إلية الامور بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من تناحر مشين بين الثوار، والذي أدى إلى ضعف الثورة وتغلغل اللوبي الامامي وعودته للحكم من جديد.. هو أن الثوار أحسنوا التخطيط لقيام الثورة لكنهم لم يضعوا رؤية استراتيجية لبناء الدولة بعد نجاحها. 

وحين وجدوا انفسهم مسيطرين على زمام الأمور لم تكن لديهم رؤية موحدة يلتزم الجميع بها، بل أصبح الحكم يخضع للمزاجية، ما كلّف الثورة الكثير والكثير، ودفع الثوار ثمن باهض نتيجة هذا الخطأ.. ثمن راحت فيه أرواحهم فمنهم من أُغتيل، ومنهم من مات تحت التعذيب، ومنهم من سُجن لسنوات، ومنهم من تم نفيه خارج البلاد، وكل هذه الجرائم على ايادي زملائهم ورفقاء دربهم في الثورة.  

والسؤال هنا: هل هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبه ثوار السادس والعشرين من سبتمبر سيتكرر معنا اليوم، وسنمضي باتجاه تحرير صنعاء دون أن يكون لنا رؤية للحكم في اليمن لمائة عام قادمة على الاقل، والتي أعتقد انها الحل الوحيد للحفاظ على الجمهورية، وعلى تضحيات الابطال. 

سيقول البعض يوجد لدينا مخرجات الحوار الوطني وهذا شيئ طيب!  لكن هل هذه المخرجات الجميع اليوم متفق عليها؟ وهل تحتاج هذه المخرجات إلى ضمانات لالتزام الجميع بها؟ ام نحن بحاجة اليوم إلى رؤية جديدة لمائة عام قادمة، ومن حكم البلاد التزم بها.. رؤية تكون مُلزمة وتخصع إلى رقابة دولية لتنفيذها. 

لكن أعتقد أن عقلية السياسي اليمني مضروبة، ولا تستطيع أن تضع رؤية لنظام حكم كهذه.. نظام حكم ينتشل اليمنيين من الصراع، ويبني لهم دولة تحفظ لهم كرامتهم، في ظل عيش كريم ومواطنة متساوية.

بل في تصوري كلما يستطيع السياسي اليمني عمله هو المراوغة والمناورة لتأجيل الصراعات البينية من وقت لاخر. 

اما ما لو بحثنا عن دور الشباب اليوم في هكذا موضوع لوجدنا انشغالهم بأمور جانبية.. فمنهم اليوم من انصرف باحثاً عن هويته في قرن #تيس والاخر لازال جاري البحث.. وان شاء الله يتوفق عما قريب بضلف حمار والا بذيل بعير ليعلن عن هويته التي سيجتث بها الطغيان ويبني بها مستقبله المنشود. 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان