المشروع الفارسي يستهدف الجميع
الساعة 08:21 صباحاً

رغم الغباء السياسى، و حماقة التشفي؛ و هي مواقف خدمت إيران بالمجان ، فهل يتوقع أصحاب هذه المواقف  من إيران أن تمتدحهم،  أو تشكر أي أحد من أولئك الذين مكنوا لمخالبها و أذرعتها في اليمن أن تنتفش و أن تنتفخ، و تتورّم.. هذا إذا نجا( البعض) بجلودهم منها !؟

   و السؤال هل كان ملالي إيران - و لك أن تقول أكاسرتها - لأن هذه هي الحقيقة - هل كانوا من الذكاء إلى الحد الذي طوّعوا و سخّروا آخرين لخدمة أهداف المشروع الفارسي ؛ بحيث عمِل أولئك المسخّرُون كَيَدٍ منفّذة، و طيّعة، و رأس حربة لإيران في اليمن من حيث يشعرون أو لا يشعرون؟ و هل عندما أدرك هؤلاء أو أولئك - بعد دروس عملية بالغة القسوة - راجعوا حساباتهم؟

 

   بات أكثر الناس يعرفون جيدا أن المشروع الفارسي يسعى ليحيط نفسه بحدائق خلفية له، لا تتجاوز وظيفتها إلا أن تكون مجرد حدائق صادّة له، و لعبة بيده على غرار مملكة الحيرة، و ملوك المناذرة اللخميين أيام إمبراطورية فارس!

   و يعرف اليمنيون جميعا - حتى أولئك الذين يتزلفون الحوثي من الزنابيل و غيرهم - أن المشروع الظلامي الإيراني هو من استنسخ جماعة الحوثي منذ ما قبل أول تمرد عسكري قادته هذه العصابة فيما عرف بالحرب الأولى سنة 2004م.

 

   و يعرف اليمنيون كذلك، أن سياسةً ما كانت تمنع تحقيق أي حسم عسكري ضد هذه العصابة العسكرية المتمردة، منذ بدايات تمردها.

   و يعرفون - مع قدر لا يوصف من المرارة - أن سياسةً ما سلمت لهم المعسكرات، و الجمل بما حمل..!!

 

   ما من شك أن إيران و ملاليها كانوا يرقصون طربا مع كل موقف من تلك المواقف الغبية الساذجة ؛ حيث كان يعطى لعصابة الحوثي، كلما اشتدت عليها المواجهة، العديد من الفرص لالتقاط النفس،  و لترتيب أوضاعها، و انتظار وصول الدعم الفارسي، ناهيك عن الدعم الذي كان يعطى لها بخلفية سياسية ما، بات يعرفها اليمنيون، و  يعرفها المقربون، و لم تعد خافية، فقد نشرتها صحف، و صرح بها مسؤولون، و أهم من ذلك، قالها مقربون..!!

   فهل كان أكاسرة فارس و ملاليها أذكياء بهذا القدر في تلك الفترة، أم أن سياسة ما ؛ كانت مخطئة في الحساب ؛ كما أخطأ القراءة أولئك (البعض) من المتذاكين، الذين مايزالون سادرين في عمق غيبوبة التذاكي..!!

 

   يحار المرء حين يجد أمامه من يتغاضى، و يستسهل، أخطارا و أشواكا، و فؤوسا تستهدفه، و تهوي عليه من كل جانب ؛ فيتجاهلها، و يتركها، في حين لا يكف عن النواح، و العويل من أوهام شوك (قد) تأتي مستقبلا..!!

 

   و الأدهى من هذه الحماقة المتذاكية أن يذهب هؤلاء لإعانة الأشواك الحاضرة نكاية بالشوك المتوهم الذي ... (قد) يأتي.

   لم يكن المشروع الفارسي وحده من رعى الحوثي أو قام بصنعه، و لكن الحماقة و الجهل في قراءة الحسابات، كان هذا أيضا شريكا فاعلا في التمكين لمشروع فارس.

   هل ستستمر هذا الغباء، و تلك الحماقات في تغذية مشروع فارس في اليمن، و مده بالحياة ؟

   هل تكفي بيانات الندب الموسمية - أو عند كل مناسبة خائبة - تصدر عن القوى السياسية اليمنية؛ للتنديد بجرائم مخالب المشروع الفارسي؟

   و هل يعتقد العرب أنهم قد أدوا الواجب و زيادة، فيما  تصدره  الجامعة العربية من  بيانات شجب و تنديد تجاه هجمات إرهابية تنفذها إيران ضد قطرين عربيين؛ هما المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة،  و من أرض عربية هي اليمن؛ لتتخذها منصة عدائية لتهديد الوطن العربي؟

 

   لقد قرأتْ - ذات يوم - بعضُ الأطراف السياسية أو الاجتماعية  المشهد خطأ ، فوضعت نفسها بطريقة أو بأخرى  في قلب تلك الحماقات، و المخيف أن تسترسل في  القراءة في الحسابات الخاطئة، و خوفا من شوكة باكر، فيما هي تمهد الطريق - حاضرا - لضربات الفأس..!؟

  دعونا نطوي كل تلك الصفحات، و نتخلص من كل تلك القراءات المغلوطة و الخاطئة، و هيا إلى كلمة سواء، تضعنا جميعا في خندق العمل المشترك لمواجهة المشروع الفارسي و أدواته الدموية.

   الاختلاف السياسي بين القوى السياسية أمر طبيعي في كل بلاد العالم، لكن ما ليس طبيعيا هو أن تكون هناك مواقف مائعة تجاه مواقف استراتيجية، و في وقت ينادي فيه الحجر و الشجر، و العقل و المنطق، و كل العقلاء أن تعالوا إلى كلمة سواء.

   المشروع الفارسي ليس عدوا لعرب اليمن، و لا لعرب الجزيرة و الخليج فحسب.. الحوثي عدو لكل العرب ؛ و هي عداوة يجب أن تؤجل، بل تسقط كل الأجندات الأخرى.

 

   الحوثي لا يقر و لا يؤمن بشراكة مع اليمنيين، و ما يؤمن به هو اجتثاثهم أو يقبلون بالعبودية و الاستسلام التام و غير المشروط للسلالة..!!

   ألا يوقظ هذا الأمر كل القوى السياسية والاجتماعية لتتحد و تتوحد لإسقاط هذا المشروع السلالي المتربص بالجميع!؟

   فهيا هيا، إلى كلمة سواء، و موقف واحد موحد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان