رغم الغباء السياسى، و حماقة التشفي؛ و هي مواقف خدمت إيران بالمجان ، فهل يتوقع أصحاب هذه المواقف من إيران أن تمتدحهم، أو تشكر أي أحد من أولئك الذين مكنوا لمخالبها و أذرعتها في اليمن أن تنتفش و أن تنتفخ، و تتورّم.. هذا إذا نجا( البعض) بجلودهم منها !؟
و السؤال هل كان ملالي إيران - و لك أن تقول أكاسرتها - لأن هذه هي الحقيقة - هل كانوا من الذكاء إلى الحد الذي طوّعوا و سخّروا آخرين لخدمة أهداف المشروع الفارسي ؛ بحيث عمِل أولئك المسخّرُون كَيَدٍ منفّذة، و طيّعة، و رأس حربة لإيران في اليمن من حيث يشعرون أو لا يشعرون؟ و هل عندما أدرك هؤلاء أو أولئك - بعد دروس عملية بالغة القسوة - راجعوا حساباتهم؟
بات أكثر الناس يعرفون جيدا أن المشروع الفارسي يسعى ليحيط نفسه بحدائق خلفية له، لا تتجاوز وظيفتها إلا أن تكون مجرد حدائق صادّة له، و لعبة بيده على غرار مملكة الحيرة، و ملوك المناذرة اللخميين أيام إمبراطورية فارس!
و يعرف اليمنيون جميعا - حتى أولئك الذين يتزلفون الحوثي من الزنابيل و غيرهم - أن المشروع الظلامي الإيراني هو من استنسخ جماعة الحوثي منذ ما قبل أول تمرد عسكري قادته هذه العصابة فيما عرف بالحرب الأولى سنة 2004م.
و يعرف اليمنيون كذلك، أن سياسةً ما كانت تمنع تحقيق أي حسم عسكري ضد هذه العصابة العسكرية المتمردة، منذ بدايات تمردها.
و يعرفون - مع قدر لا يوصف من المرارة - أن سياسةً ما سلمت لهم المعسكرات، و الجمل بما حمل..!!
ما من شك أن إيران و ملاليها كانوا يرقصون طربا مع كل موقف من تلك المواقف الغبية الساذجة ؛ حيث كان يعطى لعصابة الحوثي، كلما اشتدت عليها المواجهة، العديد من الفرص لالتقاط النفس، و لترتيب أوضاعها، و انتظار وصول الدعم الفارسي، ناهيك عن الدعم الذي كان يعطى لها بخلفية سياسية ما، بات يعرفها اليمنيون، و يعرفها المقربون، و لم تعد خافية، فقد نشرتها صحف، و صرح بها مسؤولون، و أهم من ذلك، قالها مقربون..!!
فهل كان أكاسرة فارس و ملاليها أذكياء بهذا القدر في تلك الفترة، أم أن سياسة ما ؛ كانت مخطئة في الحساب ؛ كما أخطأ القراءة أولئك (البعض) من المتذاكين، الذين مايزالون سادرين في عمق غيبوبة التذاكي..!!
يحار المرء حين يجد أمامه من يتغاضى، و يستسهل، أخطارا و أشواكا، و فؤوسا تستهدفه، و تهوي عليه من كل جانب ؛ فيتجاهلها، و يتركها، في حين لا يكف عن النواح، و العويل من أوهام شوك (قد) تأتي مستقبلا..!!
و الأدهى من هذه الحماقة المتذاكية أن يذهب هؤلاء لإعانة الأشواك الحاضرة نكاية بالشوك المتوهم الذي ... (قد) يأتي.
لم يكن المشروع الفارسي وحده من رعى الحوثي أو قام بصنعه، و لكن الحماقة و الجهل في قراءة الحسابات، كان هذا أيضا شريكا فاعلا في التمكين لمشروع فارس.
هل ستستمر هذا الغباء، و تلك الحماقات في تغذية مشروع فارس في اليمن، و مده بالحياة ؟
هل تكفي بيانات الندب الموسمية - أو عند كل مناسبة خائبة - تصدر عن القوى السياسية اليمنية؛ للتنديد بجرائم مخالب المشروع الفارسي؟
و هل يعتقد العرب أنهم قد أدوا الواجب و زيادة، فيما تصدره الجامعة العربية من بيانات شجب و تنديد تجاه هجمات إرهابية تنفذها إيران ضد قطرين عربيين؛ هما المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة، و من أرض عربية هي اليمن؛ لتتخذها منصة عدائية لتهديد الوطن العربي؟
لقد قرأتْ - ذات يوم - بعضُ الأطراف السياسية أو الاجتماعية المشهد خطأ ، فوضعت نفسها بطريقة أو بأخرى في قلب تلك الحماقات، و المخيف أن تسترسل في القراءة في الحسابات الخاطئة، و خوفا من شوكة باكر، فيما هي تمهد الطريق - حاضرا - لضربات الفأس..!؟
دعونا نطوي كل تلك الصفحات، و نتخلص من كل تلك القراءات المغلوطة و الخاطئة، و هيا إلى كلمة سواء، تضعنا جميعا في خندق العمل المشترك لمواجهة المشروع الفارسي و أدواته الدموية.
الاختلاف السياسي بين القوى السياسية أمر طبيعي في كل بلاد العالم، لكن ما ليس طبيعيا هو أن تكون هناك مواقف مائعة تجاه مواقف استراتيجية، و في وقت ينادي فيه الحجر و الشجر، و العقل و المنطق، و كل العقلاء أن تعالوا إلى كلمة سواء.
المشروع الفارسي ليس عدوا لعرب اليمن، و لا لعرب الجزيرة و الخليج فحسب.. الحوثي عدو لكل العرب ؛ و هي عداوة يجب أن تؤجل، بل تسقط كل الأجندات الأخرى.
الحوثي لا يقر و لا يؤمن بشراكة مع اليمنيين، و ما يؤمن به هو اجتثاثهم أو يقبلون بالعبودية و الاستسلام التام و غير المشروط للسلالة..!!
ألا يوقظ هذا الأمر كل القوى السياسية والاجتماعية لتتحد و تتوحد لإسقاط هذا المشروع السلالي المتربص بالجميع!؟
فهيا هيا، إلى كلمة سواء، و موقف واحد موحد.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"