أول ضحايا الكهنوت هم هؤلاء ذاتهم*، نتيجة للصراع القاتل فيما بينهم ، ويكفي أن نشير أن يحيى ابن الطاغية الإمام أحمد بن سليمان ، قد تم خنقه في حبس الطاغية بعده عبداللَّه بن حمزة ، وبعد موت عبداللَّه بن حمزة قام أولاده بقتل الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذيبين .
ولانغرق في التأريخ ، ففي الأمس القريب ، قتل الإمام أحمد حميد الدين ، ثلاثة من إخوانه ، ثم عندما تولى محمد البدر بعد أبيه أحمد ، كان الصراع على أشده مع عمه الحسن الذي كان يرى نفسه أولى بالإمامة ، حتى أن ثوار سبتمبر عام 1962 ، استفادوا من ذاك الصراع لتغطية تحركاتهم ليلة الثورة .
الراحل الدكتور المرتضى المحطوري ، وفي إحدى حلقات الحوار المفتوح معه على قناة المستقلة ، انفجر صائحاً ، بأن بني عمه الهواشم ، كانوا أشد فتكاً بعيال عمومتهم ، صراعاً من أجل السلطة.
وفي المقابل نجد ، أن الحرمان الذي عاناه الشعب اليمني في ظل حكم الإمامة السُّلالي ، ولد رد فعل غاضبة على الهواشم والمتهيشمين ، حيث كان هؤلاء يكادون يكونون هم المتمتعون الحصريون ، بالسلطة والثروة وبدعوى حقهم الإلهي ، بينما يحرم منها شعب يمني بأكمله .
تجلى ذلك الغضب الشعبي ، بعد نجاح ثورة سبتمبر 1962، رغم أن عدداً من الهاشميين كانوا من قيادات الثورة ، بل وشارك بعضهم في محاكمة رموز النظام الإمامي البائد ، وهنا نذكر الراحل يحيى المتوكل الذي كان من أبرز تلك القيادات وتولى مناصب عدة رفيعة في النظام الجمهوري ، ونذكر أيضاً الراحل غالب الشرعي ، الذي اشتهر بمحاكماته العسكرية لعدد من رموز النظام الإمامي البائد ، وحكم على عدد منهم بالإعدام .
ولكن رغم ذلك ، فقد كانت هناك موجة شعبية قوية ضد الهواشم عموماً ، كتعبير عن ردة الفعل الشعبي ضد النظام الإمامي الكهنوتي البائد.
هذه الموجة الشعبية ما لبثت أن تبددت في نهاية ستينات القرن الماضي ، ونسيت الذاكرة الشعبية حنقها وغضبها على ظالميها المندثرين.
المشكلة والكارثة في كهنوت اليوم السّلالي الدموي المتخلف ، المنبعث من مجاهل صعدة ، أنه أعاد إحياء الذاكرة الشعبية ضد الهواشم والمتهيشمين ، وكلما امتدت فترة بقاء الكهنوت تأصلت حالة الغليان الشعبي المكبوت ضد هذه السُّلالة ، وهو رد فعل لاشك أنه سيطال الكثير من الأبرياء .
فهل آن الأوان لعقلاء السّلالة ، أن ينقذوا سفينة الوطن اليماني ، من صراع مجتمعي ، هم سيكونون أكثر وقوده ، فالكهنوت اليوم لايبالي بقتل شعب بأكمله في الجبهات ، مادام أن ذلك سيحفظ وجوده ، المنتهي لامحالة ، والتأريخ القريب والبعيد خير شاهد ، على رفض اليمني لمسيدة الكهنوت عليه؟؟
______
* صرّح بذلك العلّامة احمد بن محمد الشامي في كتابه تأريخ اليمن، حينما نصح عيال عمه من السُّلالة ، بترك دعواهم في أحقية البطنين في الإمامة والولاية العامة ، لأنها دعوى جرّت على اليمن الويلات وعليهم خصوصاً.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"