بماذا انتصرت مأرب ؟
الساعة 08:29 صباحاً

شهور طويلة والميليشيات تحشد إلى مأرب، وفعلًا حققت تقدمات كبيرة وخطيرة، وهو ما فتح شهيتها للدفع بالمزيد والمزيد من أبنائنا المغرر بهم؛ فأدى ذلك إلى خسائر هائلة في الأرواح والعتاد، وبرغم ذلك، واصلوا الحشد وكانوا على مقربة من إسقاط مأرب والسيطرة على صافر، وإعلان سيطرتهم النهائية على كل المحافظات الشمالية، تمهيدًا للتفرغ لتدمير وإسقاط ونهب الجنوب.
كانت إيران في نشوة مجنونة بتلك التقدمات، فكان موضوع نجاحات الميليشيات في مأرب، على رأس قائمة نقاط قوة وفدها المفاوض في فيينا؛ بشأن ملفها النووي، ورفع العقوبات الدولية عنها. حتى عميل إيران في الضاحية الجنوبية حسن، ترك مآسي لبنان ومعاناة أهله الكرام، ليتابع ما يحدث في مأرب، حتى أن نشوة قرب ميليشياتهم من المدينة دفعه للقول" أن سيطرتهم على مأرب ستغير الخارطة السياسية والمذهبية لكل المنطقة العربية".
طبعا لم تعد القدس وفلسطين على شاشات إيران وعملائها في المنطقة، فقد أدركوا أن الجماهير العربية لم تعدّ تصدق أكاذيبهم المقدسة!
وبرغم ثبات وتضحيات شوامخ اليمن وأقيالها من الجيش الوطني والمقاومة في مأرب وتقديمهم للغالي والنفيس لردع ذلك العدوان، كانت الميليشيات قاب قوسين أو ادنى من تحقيق هدفهم المميت.
فجاءت النصرة من أهلنا في الجنوب ومن أشقائنا في الخليج، فأدى تدخل قوات العمالقة الجنوبية، وبإسناد سعودي إماراتي مركز، إلى تغيير المعادلة، فخففوا الضغط عن القوات الحكومية في مأرب، وتحول دفاع الأبطال إلى هجوم، وكان تدخلهم كعصا موسى التي لقفت مايأفكون.
تلاشت أحلام المشروع الشيعي الفارسهاشمي في اليمن، فذهبت السكرة وحلت الحسرة. وهاهم اليوم كالضباع الجريحة، تحاول أن تنهش ما يقع قرب مخالبها، بالقصف والتدمير، قبل فنائها أو عودتها إلى جحورها.
لكن الخطر مازال ماثلا؛ فالميليشيات في طهران وبغداد والضاحية الجنوبية وصنعاء لن يستسلموا بسهولة، فهم يعتقدون أن سيطرتهم على ثروات اليمن البشرية والمادية إضافة لإمكانيات العراق البشرية والمادية، ستحملهم إلى مكة والمدينة، ليتمكنوا بعدها من إعلان إمبراطوريتهم الهاشمية من على منبر الكعبة المشرفة.
ليعلم اشقائنا في الخليج أن المواجهات في اليمن هي بين الفرس والعرب، وهي حرب تستهدف كل المنطقة، ولذا فالتراخي في المواجهة اليوم هو بمثابة تصريح مرور مشاريع الفرز الطائفي والسلالي والعنصري والمذهبي غدا إلى دولهم، وسماح لدعاة الفوضى والحروب والتخريب والدمار بالتحكم في مصائِرهم.
نسأل الله لليمن ولبلاد الحرمين ولسائر البلاد العربية السلم والسلام والأمن والأمان.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان