هل حزب الإصلاح يخطط لاغتيال الرئيس هادي
الساعة 03:43 مساءً

أكثر ما أخافه على الرئيس هادي من الاغتيال هو من حزب الاصلاح .

صحيح هناك إطراف أخرى كالحوثي انتقالي الجنوب وغيرهم ، ولكن هؤلاء يعتبرون إطراف خارجية بالنسبة للشرعية  ، اما حزب الإصلاح فهو طراف داخلي تحالف مع هادي وعزز وجوده حوله والطرف الداخلي اخطر من الطرف الخارجي ، بالإضافة إلى ان حزب الإصلاح يجيد عملية الاغتيالات لكبار القادة ومتفنن في الاختراقات للاجهزة العسكرية والاستخباراتية .

من جهة أخرى عندما انظر إلى تعامل حزب الإصلاح مع صالح ، اذا عاشوا معه 33 سنة متشاركين بالسلطة ومتحالفين ثم اختلفوا معه وارادوا اغتياله مع كبار قادة الدولة في جامع النهدين ، اقول في نفسي من هذا المجنون الذي سيصدق حزب الإصلاح ويأمن مكرهم.

ثلاثة أسئلة إجابتها تكشف كيف يتعامل حزب الإصلاح مع الرؤساء في اليمن وصالح نموذجاً .

لماذا تحالف الإصلاح مع صالح ؟

ولماذا اختلف الإصلاح مع صالح ؟

وما هي مراحل تعامل حزب الإصلاح مع صالح ؟

الإجابة عن السؤال الأول تحالف الإصلاح مع صالح على اساس الشراكة في السلطة مدة من الزمن ثم تنتقل السلطة كلياً لحزب الإصلاح ، على ان تستغل فترة الشراكة للتغلغل داخل الدولة والجيش بما يقود نحو الاستيلاء الكامل على الدولة بطريقة انتخاب او انقلاب .

إجابة السؤال الثاني سبب اختلاف الاصلاح مع صالح ليس من اجل مصلحة الوطن ولكن من اجل مصلحة حزب الإصلاح ولعل بداية الاختلاف  بسبب قيام صالح بتوحيد التعليم وإلغاء المعاهد العلمية .

اجابة السؤال الثالث هناك عدة مراحل لتعامل الإصلاح مع صالح .

المرحلة الأولى كان حزب الإصلاح يمدحون صالح مدحاً مبجلاً ، وهذه المرحلة عندما كان الإصلاح مستفيداً من صالح ومتشاركاً معه في الحكومة في ظل ائتلاف ثنائي بعد مرحلة حرب 94 حتى الانتخابات البرلمانية عام 97 التي فشل الإصلاح بالفوز بأغلب المقاعد وكان الفوز نصيب مؤتمر صالح الذي تفرد بتشكيل الحكومة وعرض على الإصلاح الشراكة ولكنه رفض وانحاز للمعارضة كوسيلة تأهله للسعي نحو الحصول الكامل على السلطة وفي هذه الفترة انتقل الإصلاح لمرحلة انتقاد الحكومة ولكنه لا ينتقد صالح بسبب التشارك معه في سلطة الجيش والتعامل على أساس استخدامه بما يحقق وصول الإصلاح للسلطة كلياً عبر الانتخاب ، في الانتخابات الرئاسية عام 99 كان الإصلاح يقف مع صالح ورفض ترشيح ممثل للحزب ينافسه ثم بدأ خلاف الإصلاح مع صالح بعدها عند توحيد التعليم والغاء المعاهد لينتقل الإصلاح لمرحلة الهجوم على شخصية صالح واتجه نحو تشكيل اللقاء المشترك لينتهي المطاف بثورة الإصلاح على صالح في عام 2011 استغلالاً لحدث ما يسمى الربيع العربي وتمت فيه محاولة اغتيال صالح في جامع النهدين .

ايضاً من اهم اسباب اختلاف الإصلاح مع صالح هو التوريث .

صالح اراد توريث نجله على اساس ان يتم الشراكة مع الاصلاح بين عائلة صالح وآل الأحمر ومثلما كان الاباء صالح ومحسن وعبدالله بن حسين يكون الأبناء احمد وحميد وحسين ، ولكن حزب الإصلاح رفض ذلك واراد انتقال السلطة كلياً إليه ورحيل صالح كاملاً .

لو قبل الاصلاح بذلك ما اختلفوا مع صالح ولا شتموه ولا ثاروا عليه .

صالح اراد استمرار  الشراكة مع الإصلاح ليس من اجل اليمن وليس من باب التنافس في خدمة الوطن ولكن من باب ان تظل حاشد حاكمة اليمن ويتقاسم الطرفان الثروة والحكم .

وحزب الاصلاح رفض استمرار الشراكة مع صالح في حال التوريث ليس من اجل اليمن ورفض التوريث بحد ذاته ولكن من اجل الحصول الكامل على السلطة .

رغم يقيني ان هادي غير صالح وان هادي تشارك مع الاصلاح من باب التعامل مع مرحلة توافقية ومن باب فسح المجال للجميع في بناء الوطن والسعي نحو ايجاد مشروع دولة حقيقي عبر يمن اتحادي ، إلا انني اعتبر الرئيس ارتكب غلطة كبيرة في الشراكة مع الاصلاح وذلك لسببين .

الأول : الاصلاح لا يؤمن بالشراكة بل يستخدمها كطريقة لتمكينه من السيطرة على السلطة كلياً وإزاحة كل الاطراف ، الاطراف التي تؤمن بالحصول على السلطة كمعتقد ديني كالحوثي والاصلاح لا تؤمن بالشراكة وهو ما يعني ان الشراكة معها لن تنجح كون الشراكة لا تنجح إلا مع من يؤمن بالشراكة .

السبب الثاني : الإصلاح استطاعوا الوصول لاغتيال صالح من خلال اختراقهم للدولة الذي تم من خلال شراكتهم في السلطة وتحالفهم مع صالح وقربهم منه.

الأمر الاخر حزب الاصلاح لا يقبل النقد . ومن لا يقبل النقد لا يمكن ان تقبل منه النقد ويعتبر نقده نابع من مصلحة حزبية ولبس من مصلحة وطنية .

قام حزب الإصلاح باعتقال صحفي في تعز بسبب كتابة مقال انتقد فيه علي محسن. عندما تنتقد الاصلاح ترى قواعده تشن الهجوم عليك ولا يمكن ان يعترفوا بأي خطأ لحزبهم وقادتهم .

حزب الإصلاح ينتقد الآخرين بسبب مصالح الحزب .

اذا انتقد الحكومة او اي طرف  فلا يعني ذلك من باب مصلحة الوطن ولكن لأنه يريد ان يحل بديل أولئك وخسر مصالحه في ذلك المكان   ، ولو كان هو الحكومة ولم يفقد مصالحه في اي مركز لوجدته مادحاً لها رغم كل القصور الذي لن يعترف به وسيهاجم كل من ينتقد اي قصور .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان