الغربة عن الوطن
الساعة 03:59 مساءً

تجسدت الغربة عند اليمنيين في صورتين ، أما بحثا عن الدخل السريع بعد فشل بلادنا  في أتاحة فرص التوظيف ، ومنح الاستثمارات في اليمن ، لمساعدة الشباب العاطلين عن العمل الذين غادروا الوطن بحثا عن لقمة العيش ، ولو بوظائف تهين مكانتهم الاجتماعية التي يعيشونها في بلادهم ،  فخاضوا تجربة غربة وطنهم ليسعدوا من يعولون ولو بأقل الإمكانيات والصورة الثانية للغربة هي الخروج من الوطن لشراء العافية بعد تدهور وفشل الطب في بلادنا فأصبح المواطن اليمني يتجرع مرارة الغربة التي لا يملك منها سوى تحقيق حلمه ٠

ففي الغربة يدرك المرء حقيقة حب الوطن ، ويبقى الوطن وطن مهما زاد فيه الآلم ، وتبقى الغربة كربة مهما أرتقى فيها السكن ٠ فأقسى أنواع الغربة فقد لذة الحديث مع من تحب من الأهل والأصدقاء ، أنازع الدهر ما أنفك مغتربا عن الأحبة لا يدرون ما حالي ولا يذق قساوة الغربة إلا من تجرع مرارتها ٠

وربما نحن في اليمن أفضل من غيرنا ، فهناك غربة تفرضها الحروب ، فيغادر الناس من أوطانهم إلى بلاد مجاورة كما يحصل عند أهل العراق وسوريا ، بينما نحن اليمنيون نزوحنا في الحروب لا يتجاوز حدود بلادنا ، وهذا من شهامة أهل اليمن يسأل الكثيرون لماذا فرضت علينا الغربة ؟!

حسب قراءتي ، نحن اليمنيون مشكلتنا هي عدم صحوة مسؤولينا تجاه معاناتنا ففي المملكة العربية السعودية أكثر من اثنين مليون مغترب ناهيك عن دول الخليج ودول الغرب ، جميعهم فرضت عليهم الغربة ، بمجرد أن تستقر اليمن استقرارا سياسيا اقتصاديا ، لن يعيش أهلنا في الغربة ، ولن يتجرع  مرارتها لكن لا حياة لمن تناد

أما غربة المرضى ومرافقيهم ، فدولتنا بحكامها لا يريدون وضع الحلول ، ولو أرادوا لأوجدوا مستشفيات عمالقة سوى حكومية أو خاصة كما يحصل في ثمانينات القرن الماضي ، باستيعاب عمالقة الاطباء الصينيين والكوبيين فالحمد لله عندنا من مباني المستشفيات ما يكفي لاستيعاب من يغادرون للعلاج في الخارج ، فقط ما نحتاجه سياسة الحمدي وسالمين وعلي ناصر فهناك تعمد واضح بأن نتجرع لتلك المآسي من الآلام ونكد الغربة 

فمستشفى  عدن كريتر بجانب مول عدن ، هذا المبنى نفسه أجدر بأن يستوعب كل من يغادرون الوطن للعلاج ، لكن ثمان سنوات ونحن لا زلنا في الترميم من أمام ومسمع  الحكومات المتعاقبة  ٠

فنأسف والله لحالنا وأهلنا في الغربة يتجرعون فساد حكامنا قل للشامتين بنا أفيقوا فأن نوائب الدنيا تدور وتلك الأيام نداولها بين الناس وسيبقى الوطن وطن مهما زاد فيه الألم وسنظل نأمل للمستقبل في بلادنا حتى لا نتجرع مرارة الغربة ، ولو بالتذكير فقط


 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان