مصير الجزيرة العربية في صراع الكبار
الساعة 04:20 مساءً


تشهد الساحة السياسية الدولية اليوم وحسب المؤشرات والاحداث القائمة ان ولادة نظام دولي جديد اصبح وشيكا وبصورة متسارعة وذلك بسبب مناوشة اعشاش الدبابير فقد كان الدب في سباته الطويل و التنين مازال يتدرب على نفث النيران والسيطرة عليها حتى لا تحرق سوى بقعة محددة دون الاضرار به او بغيره واصحاب العمائم السود تلوح بعمائمها لاتباعها من بعيد ليقومو بما تريد نيابة عنها وتتودد لاعدائها وتتفاوض بصورة مباشرة.
فبالنسبة لما حدث من توتر في الايام القليلة السابقة بين روسيا وحلف الناتو والذي اصبحت اوكرانيا ضحيته وبالرغم من انه شان روسي اوربي ولا يخصنا سياسيا وان كان سيطالنا تاثيراته الاقتصادية وبعيدا عن ان كل طرف قام بحساب خسائرة وارباحة السياسية والاقتصادية ووضع لها التدابير والحلول البديلة بالتاكيد الا انه يجعل دول العالم تنظر اليه كتجربة سياسية واعادة حساباتها ومدى مستوى الثقة التي تستطيع ان تمنحها هذه الدول الضعيفة لحلفائها الاقوياء بحسب موقع كل دولة ونسبة ماتشكل هذه الدول تهديد لمصالح وامن الحليف اذا تم الاعتداء عليها.

مايهمنا من كل الذي يدور وسيدور بين الكبار هو ما مصيرنا في جزيرة العرب من الجنون القائم والسريع قبل عض اصابع الندم فما حدث سيشجع ايران في تصنيع الاسلحة النووية ان تم الاتفاق او لم يتم وقد تدفعها العقوبات المفروضة عليها للتدخل عسكريا في اليمن ان تاخر الحسم او عدم الوصول الى حل سياسي بين اطراف الصراع فقد تمنع قوة ايران العسكرية والنووية تدخل حلفاء الجزيرة العربية عسكريا ان طال التهديد العسكري اراضيها في المستقبل لاسمح الله لان دولنا لا تمثل اهمية كبيرة بالنسبة للدول العظمى تستحق ان يعرضون دولهم لضربة محتملة من اجل مصالح واستثمارات صغيرة.
وكمثال بسيط ليفهم القارئ كيف تتم المفاضلة بين التخلي او الدفاع عن الحليف الصغير بالنسبة للدول العظمى وبشكل منطقي من خلال ماقام به رئيس المجلس الانتقالي الاخ عيدروس الزبيدي عندما تواصل بسفير روسيا الذي تعتبر دولته الحليف القديم لجنوب اليمن وبعد اعتراف الرئيس بوتن بدولتين انفصلت عن اوكرانيا وضعها مشابه تماما لوضع الجنوب حيث تم التوقيع في حوار صنعاء على ان الجنوب اقليمين للجنوبيين لهم حق اختيار سلطتهم فيها ومنحهم صلاحيات اوسع بعيد عن السلطة المركزية ولا انتقد الاخ رئيس المجلس الانتقالي على هذا التصرف لانه من الجيد بناء علاقات حميدة مع الجميع وان كانت تسيطر عليها عواطف الحنين الى الماضي لعلهم يعترفون بالجنوب دولة مستقله الا ان المفاضله التي ستقوم بها روسيا لخيارين الاول منهما ان تعترف بحليفها القديم وهو جنوب اليمن لعدم تنفيذ اتفاقية اعطائهم اقاليمهم كما حدث في اوكرانيا حسب اتفاقية منسك والثاني هو ان يسيطر الحوثيون على اليمن باكمله والتخلي عن الحليف السابق.
بالطبع لن يكون اختيار روسيا الخيار الاول لانهم لن يضحون بحليف قوي كايران والحوثي والتي تربطهم بها مصالح اوسع ولدية موارد تغطي احتياجهم لما ينقصهم من سلع في ظروف العقوبات التي ستفرض عليهم من اجل كسب حليف ضعيف مثل الجنوبيين الذين لا يستطيعون التمرد اوكسر العقوبات المفروضة على روسيا و دعمها باي شئ كالحوثيين وايران وهذا حسب اعتقادي الشخصي كما يمكن ايضا ان ايران تتخلى عن حليفها الحوثي اذا تحققت لها مصالح تستدعي المفاضلة فلذلك على جميع الدول الصغيرة ان لا تثق كثيرا بحلفائها خصوصا اذا كانت لا تربطها حدود مشتركة.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان