هناك افلاس وطني في اليمن بتعبير المفكر والفيلسوف الإنجليزي بيرك ,تتجلى مظاهره بوضوح في التراجع المعيب لقواها الوطنية في هذه المرحلة,وتخليها المخجل عن تاريخها وموروثها النضالي المشترك, وتنصلها المباغت عن عهدها الجمهوري و إشراقاته المضيئة في حياتها على كل صعيد .
وكشفت الحرب الانقلابية على الدولة ونظامها الجمهورية عن تساوي كافة القوى الوطنية في شمال الوطن وجنوبه في السيئة ،وعرتها,واظهرتها على حقيقتها الصادمة .
غرق شمال اليمن في ماضيه الامامي وتحكمت عوامل خفية في عرقلة عمليات تحريره , وغرق جنوبها في ماضيه الجهوي المتخلف . وتوافقت عوامل دولية على تحريره من الانقلاب الامامي ليقبع في انقلاب جهوي مماثل .
ويتقلب على صفيح ساخن ومخيف من الاحداث والتجاذبات . وعجز عن تقديم نموذج لدولة في غالبية المحافظات المحررة في ظل تجاهله لمعرفة اسبابها ،والتي يمكن ارجاعها وباختصار شديد الى طبيعة افتقادها لهوية الانتماء الوطني الواضح، وتجاذب الصراعات على شكل نظامها السياسي القادم المتعارض مع التوجهات الوطنية، و الدولية الموجهة للازمة اليمنية . والاخيرة هي صاحبة القرار الفصل في تحديد هوية وشكل النظام السياسي لليمن بعد ان تقضي وطرها من الحرب فيها .
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"