عاد الملك !!
الساعة 10:56 صباحاً

* قبل اسابيع قليلة التقيته في العاصمة التركية اسطنبول .. كعادته تواضع جم بشوش ذكاء متقد أناقة و اسلوب حياة لملك حقيقي .. لم يخف عبارات الحزن على وضع البلد والخوف على مستقبل الأجيال المقبلة .

* في احد المطاعم .. قال لي : " لو كان ابي وابوك يا خالد الله يرحمهم عادهم احياء با يقبلوا بحياة التسكع خارج البلد !! رديت :

مؤقتاً سنردد قول الشاعر : اذا لم يكن غير الآسنة مركباً .. فما حيلة المضطر الا ركوبها " .

* كان تواقاً للعودة لليمن .. مواطناً عادياً يعيش بكرامة .. لم يعد يبتهج لاي شيئ خارج الوطن .. وتذكر بمرارة احداث الماضي بل والندم على بعض المواقف والاخطاء .. واتفقنا أن نحاول ردم اخطاء مامضى لنمضي صوب مستقبل نؤمن فيه في اليمن انه ليس المهم من يحكم المهم كيف يحكم !

* قال القدر كلمته .. و هو القول الفصل وبات مستقبل الملك عند ملك الملوك و رب العالمين وغادر حسين في حين غرة من الزمن بعد ان حاك ثوب حياته منذ وقت مبكر على منوال الذكاء و المناوره .. والطيبة والنقاء .. والاقدام والحكمة .. كيف لا وهو الملك ابن الشيخ و تربية الزعيم .

* خلال رحلتنا الطويله سوياً منذ العام ١٩٩٤ عند اول لقاء بيننا ساحكي موقفين فقط تكشف شخصية الفقيد النبيل ..

* اتصل بي ذات يوم قال تعال نروح نعتمر ونزور بيت الله .. ذهبنا سوياً كان اول مره في حياتي ادخل حرم الكعبة المشرفه وقاد بنفسه مناسك العمره والدعاء كان حافظاً لكل التفاصيل وردد الادعية أماماً ناسكاً حافظاً بخشوع قولت له بعدما خلصنا كأنك الشيخ الشعراوي قال الاخره تشتي والدنيا تشتي ..

* بعدها بيوم قال سنزور سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله .. دخلنا القصر الأثير ودخل رافعاً رأسه يتكلم بنديه وشموخ بعد ان خرجنا قال : نعم نحمل الامتنان للملكه لكن لا ننسى ابداً انتا يمنيين ولنا قيمتنا وحضارتنا وكرامتنا .. وتذكرت حينها موقف والده شيخ اليمن العظيم اثناء حرب صيف ١٩٩٤ .

* الموقف الثاني كنا سوياً في احد الشواطئ الاوربيه في صيف ٢٠٠٨ .. نمرح بشرتات السباحه لا حسيب ولا رقيب و لا مرافق غير الله سبحانه وتعالى .. قولت له : بالله عليك ليش ما نعمل هكذا في سواحل الحديدة الساحره او عدن الخلابة او المكلا العامره قال : اقنع لي اصحابنا بني ضبيان وانا موافق !! 

* كلنا اقترفنا اخطاء وكوارث في حق الوطن وفي مواجهة العامة .. خطاء اسرة بيت الاحمر تضاعف بحجم مكانتهم في تاريخ البلد لكن الانجرار الى الماضي يقود لمزيد من المآسي ولعل هذه الاسرة العريقة دفعت ثمناً باهضاً وتلقت درساً عنيفاً خاصة حين فقدت زينة شباب الاسرة الفقيد محمد حميد وبعدها بشهور خطف القدر منهم ملك العُرف والشهامه والقبيلة وكأن القدر يقول لهم و لنا : من لم يمت بالسيف مات بغيره .. تعددت الأسباب والموت واحداً .

* في لعبة الاذكياء و من خلال رقعة الشطرنج الفائز يقول : مات الملك ..

في هذه الحالة كان الملك هو الفائز حياً و ميتاً .. حقق مراده و عاد للوطن مسجى في فراش القدر لكن في النهايه … عاد الملك .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان