عاصفة اليمين
الساعة 11:18 صباحاً

يبدو اننا تأقلمنا على الحياة مع مختلف أنواع وأنماط العواصف لدرجة الشعور بالمتعة في ممارستها، وقد تكون حكرا على القيادات العليا لدولة المنقادين لصرير طواحينها  بهوس غريب والعاملين على تغذيتها والنفخ في ابواقها وكأنما يعيشون على لهيبها المحرق للحلم وللآمال . 
ولم تمض ساعة من زمن على افراح اليمن بعودة قياداتها الى عدن حتى شرع المغرضون الى دس السم في عسل المناسبة , والمتمثلة في تأدية اليمين الدستورية لرئيس وأعضاء مجلس قيادة الدولة , وافسدت طعمها وسممت اجوائها الوطنية واصابة امالها في مقتل . وفي خطوة نزق سياسي وغير مبرر رمى بالجمع والمناسبة في  اتون حرائق الماضي و خلافاته العميقة التي جرت صنوف الويلات على اليمن و دفعت بها الى جحيم الحروب والأزمات ووقوعها ضحية للأهواء والاطماع الداخلية والخارجية.


وقد جرى توظيف حكاية تأدية اليمين الدستورية لمعالي عضو المجلس القيادي المناضل عيدروس الزبيدي بصورة خاطئة ومسيئة للجميع ولأتحتمل كل هذا الإرجاف والتضليل الإعلامي المقصود والمسيس والوصول بمياهه الساكنة في القاعة الى درجة الغليان ورش عفانتها  في الهواء الإلكتروني الطلق . وحقيقة طريقة قسمه مقبولة لمن أراد ان يلتمس لآخاه عذرا في المواقف الصعبة، ولا اصعب مما يواجهها المناضل الزبيدي الذي وفق في اختيار الطريقة المثلى للقسم بصورة معقولة  ولم تخل بأركانه الوطنية والقانونية بل حافظت عليها بمستوى رائع من الفطنة والكياسة والذكاء السياسي الذي يخرجه من عتاب المتطرفين من أنصاره ويقضي على توتر غضبهم وحنقهم عليه . طالما وهو يقسم في ظلال علم الجمهورية اليمنية فكل تأويل باطل في التفاصيل الا لغرض في نفس يعقوب , وطريقة قسمه بعيدة كل البعد عن حذاقة ابن العاص في قضية التحكيم ولا وجه للمقارنة بها .  والله علام الغيوب لكن نوايا الرجل كانت سليمة فلم يخل بمضامين القسم الذي يعني الولاء للنظام والجمهورية والوحدة. 
وكان لزاما على فخامة الرئيس معالي الدكتور المشير رشاد العليمي وبقية الاخوة الأعضاء التفهم السياسي العميق لموقف الرجل وتقدير استجابته الطوعية لدواعي العمل الوطني الموحد في هذه المرحلة.
ولكل يعلم بان لا نجاة لليمن من الازمات والانقلابات الا بشطريه وهما جناح طائره السعيد . 
و على مجلس قيادة الدولة الاعتراف بان قرار الوحدة اليمنية هو قرار دولي بامتياز, وعليها ان تعمل  على اتقان اللعبة للوصول الى دوائرها المغلقة .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان