قلت لبشرى ذات يوم وهي في السادسة من العمر: كم تحبينني؟
قالت: مثل "الحيد".
كانت إجابة مفاجئة.
وكانت المرة الأولى التي يُشبّه الحب فيها بالجبل!
وكان الحيد القريب من قريتنا ضخماً إلى درجة أن بشرى تُكنّ لي حباً في حجمه.
وقبل أكثر من عشرين عاماً فاض وادي حريب بسيول جارفة بعد فترة قحط طويل. وفي ذلك اليوم وصلت بشرى، كما يهطل المطر على رمال "صيهد"…
إحدى الجدات قالت: "سمِّها بشرى، جاءت بالسيل معها"
وهكذا كان…
واليوم، بشرى التي رعت غنيمات أهلها، كما كان يفعل أبوها…
بشرى التي أحبت أباها "مثل الحيد" تقف أمامه جبلاً من فخار واعتداد.
حضرنا اليوم حفلة تخرج المحامية بشرى محمد صالح جميح في كلية القانون في جامعة كيل البريطانية.
قلت لها: أصبحت محامية يا رويعية الغنم!
قالت: لأني بنت راعي غنم…
بين الهوامش والمتون
أيه يا بنيتي…
من شابه أباه فما ظلم…
مبارك تخرجك يا بشرى…
مبارك يا "أم أبوها"…
مبارك لك…
لوالديك وزوجك وأسرتك…
وللراعية…
هاهي الحياة العملية أمامك…
خوضي غمارها بصلابة الحيد وصبر الراعية واندفاع سيل وادي "جراذا" في أزمنة الخير…
وفقك الله…
أحبك مثل الحيد…
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
"مسلحون في شبوة ينفذون جريمة بشعة بحق سائق أجرة من صنعاء"
-
السعودية تفصح عن موقفها من عملية عسكرية برية في اليمن.. تفاصيل
-
آخر توقعات ليلي عبد اللطيف وسط حالة توقف الطائرات وتفاصيل مفاجأة
-
"سيارة مالك كافيه شهير تتحطم في عدن.. مشهد صادم يهز المدينة"
-
"اللواء بن بريك يعود إلى حضرموت.. استعدادات مكثفة لمليونية 24 إبريل"
-
أمريكي من أصول يمنية يقتحم المشهد السياسي الأمريكي
-
الريال اليمني يترنّح.. تصاعد مقلق في الانهيار أمام العملات الأجنبية اليوم الجمعه