تعز .. أسطورة الصمود و كسر الحصار
الساعة 03:10 مساءً

للعام الثامن و تعز تقف بواجب الدفاع عن النفس في مواجهة مليشيا غزت، و اعتدت، و فرضت الحرب عليها، و رغم الحصار و إغلاق الطرق من تعز و إليها، إلا أنها بصمود اسطوري لم تستسلم.

ووصف الصمود بالأسطوري لا يأتي من باب المبالغة بالمدح، بقدر ما يأتي من باب المقارنة بين ما توفر لمليشيا الحوثي الإرهابية من سلاح و عتاد، و بين شحة ما لدى الجيش الوطني و المقاومة الشعبية من إمكانات، وهي مسألة تشابهت مع بعض المحافظات أيضا.

إلى جانب هذا الأمر هناك جبهة ما وراء الكواليس التي وجدت تعز نفسها فيها، و في إحداها ما تمثل في تعمد إسقاط تعز - طوال ثماني سنوات - من أدنى اهتمام من قبل المبعوثَين الدوليين على تعاقبهم، و غيابها - شبه التام - من إحاطاتهم وتقاريرهم، و إدارة ظهورهم لقضاياها و حصارها الذي تحرمه، و تجرّمه القوانين الدولية التي تعطى إجازة هنا، و تفعّل هناك.

ليست جبهة الكواليس التي واجهتها و تواجهها تعز في تحييد هذا المبعوث الأممي او ذاك عن قضايا و معاناة تعز فقط؛ و لكن هناك فيما وراء الكواليس دهاليز، و متاهات ، و مطبات .. مما لا ينبغي نبشه الآن ؛ بغض النظر عما يتطرق إليه و يتناوله بصورة أو بأخرى رجل الشارع.  

ولن يكون أحد متجنيا إذا قال أن المجتمع الدولي بمواقفه اللامبالية بمعاناة تعز كان يمثل هو الآخر حصارا لتعز، وغطاء، و ضوء أخضر للمليشيا الحوثية.

هناك تساؤلات سطحية، و بعضها- ربما - بهدف إظهار الحقيقة للناس،  و من هذه التساؤلات : لماذا خرجت تعز الآن تندد بالحصار مع أنه قد فرضته عليها ( الكواليس ) منذ سبع سنوات !؟

خرجت تعز ليس استجداء - كما يظنه بعض السذج، أو السطحيين - و لكن خرجت جماهيرها لتكشف زيف الكيل بمكيالين للمجتمع الدولي؛ لفضح  الكواليس ؛ و لتعري همجية جماعة ادعاء الحق الإلهي الحوثية و افتقارها لأدنى قدر من مشاعر الإنسانية، و أنها في خصومة تامة مع دين و أخلاق من يدعون الانتساب إليه.

المجتمع الدولي وعبر مبعوثيه، يمرر خدمات متتالية لجماعة الحوثي، فمنع تحرير الحديدة، و استنفار جبهة الكواليس يومها بكل قوة، و قد كان الجيش الوطني والمقاومة أمام بوابة ميناء الحديدة خدمة لا تقدر بثمن. و تمييع و إسقاط ما تضمنته (مسودة) استكهولم من بنود، خدمة أخرى.

ثم يأتي فتح مطار صنعاء، و ميناء الحديد؛  و لخدمة أهداف إيران و جماعة الحوثي، بينما سيحرم المواطن العادي من السفر عبر المطار ، و ستحصر خدمات الميناء لتوفير المتطلبات العسكرية ، بل الإرهابية للمليشيا، والاستفادة من نهب موارده و بيع ما يرد من سفن تحمل النفط الذي يأتي عبر جبهة الكواليس.

للمرء أن يسأل كيف تم اتخاذ قرار فتح مطار صنعاء ، و كل ما ذكر سابقا - بجرة قلم - و تعجز الأمم المتحدة و معها مبعوثها، و جبهة الكواليس من اتخاذ قرار بفتح طرق تعز، أو حتى بصيانة ناقلة صافر !!؟

خرجت تعز بمسيرة و وقفات احتجاجية لفضح و تعرية كل هذا الخبث الماكر، و التواطؤ المشين ..!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان