للعام الثامن و تعز تقف بواجب الدفاع عن النفس في مواجهة مليشيا غزت، و اعتدت، و فرضت الحرب عليها، و رغم الحصار و إغلاق الطرق من تعز و إليها، إلا أنها بصمود اسطوري لم تستسلم.
ووصف الصمود بالأسطوري لا يأتي من باب المبالغة بالمدح، بقدر ما يأتي من باب المقارنة بين ما توفر لمليشيا الحوثي الإرهابية من سلاح و عتاد، و بين شحة ما لدى الجيش الوطني و المقاومة الشعبية من إمكانات، وهي مسألة تشابهت مع بعض المحافظات أيضا.
إلى جانب هذا الأمر هناك جبهة ما وراء الكواليس التي وجدت تعز نفسها فيها، و في إحداها ما تمثل في تعمد إسقاط تعز - طوال ثماني سنوات - من أدنى اهتمام من قبل المبعوثَين الدوليين على تعاقبهم، و غيابها - شبه التام - من إحاطاتهم وتقاريرهم، و إدارة ظهورهم لقضاياها و حصارها الذي تحرمه، و تجرّمه القوانين الدولية التي تعطى إجازة هنا، و تفعّل هناك.
ليست جبهة الكواليس التي واجهتها و تواجهها تعز في تحييد هذا المبعوث الأممي او ذاك عن قضايا و معاناة تعز فقط؛ و لكن هناك فيما وراء الكواليس دهاليز، و متاهات ، و مطبات .. مما لا ينبغي نبشه الآن ؛ بغض النظر عما يتطرق إليه و يتناوله بصورة أو بأخرى رجل الشارع.
ولن يكون أحد متجنيا إذا قال أن المجتمع الدولي بمواقفه اللامبالية بمعاناة تعز كان يمثل هو الآخر حصارا لتعز، وغطاء، و ضوء أخضر للمليشيا الحوثية.
هناك تساؤلات سطحية، و بعضها- ربما - بهدف إظهار الحقيقة للناس، و من هذه التساؤلات : لماذا خرجت تعز الآن تندد بالحصار مع أنه قد فرضته عليها ( الكواليس ) منذ سبع سنوات !؟
خرجت تعز ليس استجداء - كما يظنه بعض السذج، أو السطحيين - و لكن خرجت جماهيرها لتكشف زيف الكيل بمكيالين للمجتمع الدولي؛ لفضح الكواليس ؛ و لتعري همجية جماعة ادعاء الحق الإلهي الحوثية و افتقارها لأدنى قدر من مشاعر الإنسانية، و أنها في خصومة تامة مع دين و أخلاق من يدعون الانتساب إليه.
المجتمع الدولي وعبر مبعوثيه، يمرر خدمات متتالية لجماعة الحوثي، فمنع تحرير الحديدة، و استنفار جبهة الكواليس يومها بكل قوة، و قد كان الجيش الوطني والمقاومة أمام بوابة ميناء الحديدة خدمة لا تقدر بثمن. و تمييع و إسقاط ما تضمنته (مسودة) استكهولم من بنود، خدمة أخرى.
ثم يأتي فتح مطار صنعاء، و ميناء الحديد؛ و لخدمة أهداف إيران و جماعة الحوثي، بينما سيحرم المواطن العادي من السفر عبر المطار ، و ستحصر خدمات الميناء لتوفير المتطلبات العسكرية ، بل الإرهابية للمليشيا، والاستفادة من نهب موارده و بيع ما يرد من سفن تحمل النفط الذي يأتي عبر جبهة الكواليس.
للمرء أن يسأل كيف تم اتخاذ قرار فتح مطار صنعاء ، و كل ما ذكر سابقا - بجرة قلم - و تعجز الأمم المتحدة و معها مبعوثها، و جبهة الكواليس من اتخاذ قرار بفتح طرق تعز، أو حتى بصيانة ناقلة صافر !!؟
خرجت تعز بمسيرة و وقفات احتجاجية لفضح و تعرية كل هذا الخبث الماكر، و التواطؤ المشين ..!!
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"