الأستاذ عبد الملك الشيباني المفكر المتميز والمؤرخ الذي لا تمل من حديثه
الساعة 01:05 صباحاً


يعد الأستاذ عبد الملك الشيباني رحمه الله ( 1957- 2013م )  من أبرز المفكرين والمؤرخين اليمنيين الذين أحبوا التأريخ ، تأريخ اليمن والعالم العربي والإسلامي ، تجلس معه في مقيل أو في محاضرة أو تشاهده في التلفزيون فيطوف بك في أجواء من المتعة بأسلوبه الرائع وسرده المشوق وبالقصص والطرائف والفكاهات والعبر والدروس التي يضمنها حديثه فتخرج منه بحصاد وافر ويمر بك الوقت سريعا وأنت مع الأستاذ فلا تحب أن يتوقف حديثه الذي ينساب كشلال عذب ويتدفق كعسل مصفى . 

الأستاذ عبد الملك الشيباني من بني شيبه بالحجرية بتعز درس مطلع حياته في عدن وتأثر بالناصريين ثم جذبه الأستاذ عبده محمد المخلافي لصفوف الإخوان بعد سماعه خطبة له بتعز لكنه ظل قريبا من الجميع صديقا للكل بعيدا عن التعصب ينتقد حزبه قبل الآخرين.
 
تخرج من جامعة صنعاء عام 1977م ثم عمل بعدها في سلك التدريس والتوجيه ثم أدار صحيفة " الصحوة " لفترة ثم تفرغ بعد ذلك للعمل الفكري والتربوي حيث طاف الكثير من قرى ومناطق اليمن يحاضر ويخطب ويلتقي بالمثقفين ويتحدث إليهم ومع هذا لم تنقطع كتاباته الصحفية واسهاماته الأدبية وعطاءاته الفكرية .

كان الأستاذ عبد الملك الشيباني من المفكرين الذين امتلكوا ابتسامة دائمة وروحا شبابية رائعة حيث كان دائم الحضور والمساهمة في النوادي الرياضية والروابط الادبية والثقافية في مدينة تعز مثل رابطة " طيف " وكان رحمه الله من الدعاة الذين اختلطوا بواقع الناس في اليمن وبلدان عديدة مثل الهند ودول القرن الافريقي كالصومال والحبشة وحفظوا أمثالهم وعاداتهم الشعبية ولذا كان يضمن كتاباته ومحاضراته ومجالسه بقصص ونوادر وأمثال وفكاهات وكان عموده في أسبوعية الصحوة " نفثات اليراع " والذي ظل يكتبه لمدة تزيد عن ربع قرن من أكثر الكتابات قراءة وتأثيرا لأسلوبه الساخر وطرحه الرائع .  

أهتم الأستاذ عبد الملك الشيباني بالتاريخ الإسلامي وبمكانة اليمن في التأريخ الإسلامي وقد سجل حلقات تلفزيونية بثتها قناة " يمن شباب " لكنه كان بحرا لم يستفاد منه كما ينبغي . 

تأثر الأستاذ عبد الملك الشيباني بالأستاذ المؤسس عبده محمد المخلافي وألف عنه كتابه "  شهيد القرآن. سيرة حياة (عبده محمد المخلافي)." رغم أنه ذهب إلى سماع خطبة عبده محمد المخلافي ليرى فقط ما هي بضاعة هذا الرجل ؟ ولماذا يهاجم جمال عبد الناصر في خطبه ؟ 
وكان مقصده أن يرد عليه ويفند أفكاره (الرجعية) المتحاملة على القوميين واليساريين والتقدميين فاذا به يجذبه إلى الإخوان.! 

كانت له جهود متميزة في اعداد المناهج الدراسية في اليمن ، فقد كان سكرتير قطاع المناهج في الهيئة العامة للمعاهد في العام 1979م ثم تولى رئاسة لجنة التاريخ والسيرة والتربية الاجتماعية في وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للمعاهد العلمية .

ينسب له تقديمه للتاريخ على أساس صحيح منقى من الشوائب الفكرية التي احاطت بكتابة تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ، وخاصة في مرحلة التواجد العثماني في اليمن .

مثلما للأستاذ عبد الملك الشيباني كتبا عديدة في التأريخ وعن العلم والعلماء له ايضا مسرحيات هادفة ومن أشهر كتبه : (اليمن ومكانتها في السنة النبوية) و(الظهور الإسلامي فجر دائم وشروق مستمر ).

رحم الله الأستاذ عبد الملك الشيباني وإلى لقاء مع وجه رمضاني جديد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان