المجلس الرئاسي بين متاهة الخارج ومطالب الداخل
الساعة 02:20 مساءً

استعادة الدولة اليمنية لن يأتي من باب المفاوضات الجزئية مع المليشيات، ولا من شبابيك الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، فهذه المسارات ستضمن لها قرن من الزمان حتى يحين موعد جزئية خروجها من قسم شعوب بالعاصمة صنعاء، ولن يخرجوا. 

أنا مع فتح جميع المطارات والطرق، وعدم عرقلة دخول سفن البضائع والمشتقات النفطية إلى الحديدة، كون اغلاقها لا يضر إلا بالمواطن اليمني. الترتيبات الجزئية لفتح الطرق وتسليم الرواتب ونقل مقار مؤسسات الدولة هي إجراءات مهمة وضرورية، ولكن الغوص في تفاصيلها والبقاء في دهاليزها والانشغال بمتاهاتها، يُعدّ شرعنة تدريجية لوجود المليشيات وليس لدحرها.

نحتاج لتعزيز صفوف الدولة، بتوحيد قيادة وقرار وهدف، مؤسستي الأمن والدفاع، وإعادة النظر في كثير من التعيينات السابقة؛ التي تمت بمعايير غير وطنية، ونحتاج لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والمعيشية للمناطق المحررة. 

التفاؤل جميل، والسلام أجمل، وإيقاف الحرب مطلب كل إنسان سوي، ولكننا نعلم جميعًا أن جماعة الحوثي ومشروعهم العنصري، وعقيدتهم المذهبية والطائفية تأمرهم بخوض كل مفاوضات يدعون إليها، شريطة الخروج منها بنتائج صفرية. فهم يعتبرون قتالنا دين وقتلنا مقربة من الله، ويؤمنون أن الله سيسألهم عن ماتركوه لنا من متاع وليس عن مانهبوه وسرقوه من منازلنا ومزارعنا ومؤسسات دولتنا.

الحل من وجهة نظري هو المضي في محادثات سلام شاملة ومزّمنة، مالم فالخيار العسكري هو الضامن الوحيد؛ لفرض السلام وليس تسوله، وتذكروا أن المجتمع الدولي مع القوي لا مع الضعيف، وقبل ذلك هم مع مصالحهم، ونحن بدورنا لنا الحق أن نناضل من أجل مصالح اليمن العليا.

في الأخير لدي سِر لا استطيع كتمانه،  بإن لدي خوف يكبر من يوم إلى آخر؛ وهو أن يتجه المجلس الرئاسي إلى متاهة المطالب الدولية فيما يخص استعادة الدولة، وإلى الانشغال بتقاسم مناصب الدولة ومغانمها على حساب الهدف الأساسي الذي وُجد المجلس من أجله وهو استعادة الدولة، إلا أنه وبالمقابل لدي ثقة عالية السقف برئيسه وبجميع أعضائه.

أعين الجميع على المجلس الرئاسي!
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان