مشهد ليلى ربيع مع الشاب العدني , كان صفعة أخرى لوجه ضمير من يحكمون عدن , هذا الضمير الغارق في غث العنصرية , ويتقيا ذلك الغث في عدن , مسببا روائح نتنة تصيب أبناء هذه المدينة بالغثاء , وتعكر صفو حياتها , وسكينتها وسلمها الأهلي .
ليلى ربيع موظفة إعلامية , تخدم سياسة ذلك الضمير , وهي تلك السياسة البراغماتية العنصرية الشوفينية , عدوة لأي مجتمع مدني متحضر , وبالتالي لا تروق لمدينة عدن , المدينة الأكثر تحضرا في محيط اكثر عصبية وتخلف , ويسقط أصحابها من عيون وعقول أبناء عدن , ويرفضونه كمرض خطير .
عدن المدينة الكوسموبوليتية والتي تعتبر ان البشر ينتمون لمجتمع واحد متعايش الثقافات والأعراق , الفروق الفردية فيه , هي مقومات الأشخاص العلمية والثقافية والفكرية والأخلاقية , لا تمايز عرقي وسلالي وعنصري نتن .
هذا المجتمع العدني , الذي انصهرت فيه الأعراق والثقافات , وتثريه سلوكا وعلاقات حميمة , وترتقي بالمدينة لمصاف المدن الحضارية , و الأكثر تحضرا , متجاوزة كل الفروق والتمايز العقيم الإنسان لأخيه الإنسان , يتعايش الجميع فيها بحب وتسامح ورقي , وصار من المعيب السؤال من اين انت ؟ وما هو اصلك ؟ سؤال عنصري بغيض ترفضه المجتمعات الحية , في عالم صار قرية كونية يتعايش فيه البشر بأعراقهم وألوانهم .
المشهد بحد ذاته , يقدم أوجه الرفض العدني للثقافة الدخيلة عليه , بعد رفض الشاب استغلاله سياسيا واحراجه في امتداح الزعيم ( الصنم ) , قال لا علاقة لي بالسياسة , لم يعجب هذا الرد المذيعة ليلى ربيع , فوجهت له اصبع الاتهام , في اصله وفصله , الذي رد انا عدني , وهو الرد الذي يرفضه دعاة العنصرية , ويعتبرون عدن مجرد نقائل من الهنود والصومال وأبناء الشمال , فرددت عبارة , انت منين ؟ , واكد لها عدني ابن عدني , وردت بلسان المهزوم اني اعرف منين طول هذه اللسان , مشهد قدم صورة واضحة للمعاناة عدن وابنائها , من ثقافة عنصرية بغيضة , ويتبعها قطيع من الديماغوجيين المبتذلين مصالح .
وحتى وان انخرط في هذا القطيع من أبناء عدن , أنها الفروق الفردية التي ترافق المجتمعات , فيها الغث والسمين , وذلك هو الغث في عدن , وهم قلة لا تساوي شيئا أمام مدينة رائدة في التنوير , وسباقة في الحضارة , ويشار لها بالبنان.
فغثها ذهب مع غث المحيط المتخلف عصبية وقبلية , وشكلا معا وجع عدن , وروائحها النتنة التي تزكم الأنوف , وتحاول عدن اليوم ان تتخلص من ذلك الوجع , و تتطهر من الغث , ترفض تلك الثقافة الدخيلة , والعنصرية البغيضة , التي تحاول تدمير البنية المدنية للمجتمع العدني , وتشوه فسيفساء طيفها الجميل , وايقونتها الرائعة , وألقها الممتع , وتعايش اطيافها واعراقها وثقافاتها , بل تدمير رقي وحضارة عدن وارثها الثقافي واخلاقيات أبنائها وشواهدها التاريخية , وستعود عدن رائدة بفضل احرارها الرافضين لسياسة الامر الواقع كذلك الشاب العدني الأصيل مبدأ وقيم وأخلاق ,بهم ترتقي عدن وتسقط كل الثقافات الرديئة والدخيلة .
احمد ناصر حميدان
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
انقلاب مفاجئ لسعر صرف الريال اليمني أمام الدولار والسعودي اليوم الخميس.. آخر تحديث
-
ظهر في قصر المشرف بأبوظبي.. صالح يقدم الواجب لرئيس الإمارات
-
قيادي منشق يكشف عن طبخة دولية - سعودية قادمة بالجحيم للحوثي.. الجماعة تعيش فزع غير مسبوق
-
انفراج .. بدء تنفيذ بندين من خارطة السلام
-
السعودية تحسم جدل استئناف الحرب باليمن (اعلان)
-
أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه
-
بالفيديو.. التشهير بمقيم يمني تحرش بفتاة في الرياض .. الاسم والصورة