لودر .. ماء ودماء وأشلاء..!!
الساعة 07:14 صباحاً

دماءٌ وماءٌ وأشلاء.. دموع ثكلى.. وصراخ أمهات ..نحيب أطفال .. وعويل زوجات.. فاجعة تعجز عنها الكلمات.. ومصيبة أخرست العبارات... في غمضة عين.. ورمشة طرف.. ولحظة تيه.. كانت لودر على موعدٍ مع  الحزن الأكبر والألم الأفضع. والوجع اللأمتناهي..


في لحظة ذهول وصراع للبقاء ومحاولات بائسةً فاشلةً عقيمةً لأن لاتدخل لودر في معترك الوجع والألم، كان الوجع يتعاظم والجرح يتسع والحزن يحفر عميقاً في دواخل الجميع..

لم يكن هناك سبيلاً لكبح جماح هذه النازلة وتلك الإنفجارات المتلاحقة، والنيران المستعرة، والقذائف والشظايا المتطايرة، ولم يكن أمام الجميع إلا أن ينتظروا رحمة الله أن تحل ولطفه أن يحضر وبقوة في مشهد لم تشهد لودر له مثيل،كان كافياً لأن يتخلد في دواخلنا جميعاً..


كان لسان حالي يتمتم بين الحين والحين ماذا تخبئ لنا الأقدار في جوف هذه النيران المستعرة والقذائف المنتحرة على صدور وأجساد الأبرياء، فكانت كل الإجابات تهرب وتبحث عن مستقراً لها من حميم ولهيب ما يحدث..


كنت في لحظة تيه وضياع أبحث بداخلي عن صورةٍ ومشهدٍ لحال هؤلاء المنكوبين وحال أسرهم التي تترقب وبخوف بلغ الحلقوم وتساؤلات قاسية مؤلمة عن مصير ذويهم الذين تُخفي مصيرهم تلك الأحداث المتسارعة..


لم أجد غير سحائب الحزن ، ودموع الأسى ، ونهدات الوجع ، وآهات القهر والإنسحاق والفجيعة، وليتها وحدها تكفي وتُعبر عن مكنونات المنكوبين وآهات المفجوعين ولكن في وطن سُلب فيه أبناؤه كل شيء فالحزن هو السبيل الوحيد لكل شيء..

لم أسارع حينها لأ لقي اللوم على أحد، فالمصيبة أعظم من أن نرمي التهم وننتظر ،بل كان جُل همي أن تتعاضد القلوب وتتراحم الأرواح ووتتألف الأفئدة وتُسارع لتكون ساعد من لاساعد له،ودماء من لا دماء لهم، وأموال من لا أموال لهم،وأكف تُضمد وتُطبب وتخفف وجع المنكوبين..

فالحال لايحتمل كثرة القيل والقال والنحيب على الأطلال،بل ينبغي أن تكون القلوب حاضرة وبقوة لافرق بين هذا وذاك، بين مسئول ومواطن، بين، بين تاجر وفقير،وهنا فقط يمكن للإنسانية أن تنطق او تموت، وللضمير أن يصحوا أو يظل في صمته المريب..
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان