زيارة بايدن
الساعة 02:40 مساءً

كشف الرئيس الامريكي جون بايدن مسبقا عن برنامج اجندة زيارته المرتقبة للمنطقة الاسبوع القادم ، وحدد اهتمامها باسماء عددا من بلدان العرب المنكوبة بالحروب وبالازمات ،واستثناء منها اليمن ، ولا ادري هل استكفاء بالاشارة لها في تصريح مستقل منتصف شهر يونيو الماضي وعبر من خلاله عن رغبة امريكا في ايقاف الحرب اليمنية ، واستبعد اية فرضيات طارئه على اسقاطها من برنامج الزيارة ان لم تكن في سلم اولوياتها من عدة وجوه .
ويعرف عن الرئيس الامريكي الحالي قربه من قضايا المنطقة والمامه الدقيقة بها وتظل عملية تجاهله لذكر اليمن او الاشارة اليها في جدوال اعمال الزيارة من الامور المثيرة للقلق ،و تفتح ابواب تأويلها على مصراعيه ، وقد تصبح مثار لجدل واسع على اكثر من صعيد خاصة وان الزيارة تحمل عناوين  لاجندات سبع من الملفات العجاف ، وتعلق الدول العربية الغارقة في الدم الآمال العراض على الزيارة وتتطلع لرضى امريكا عنها ، والاكتفاء بسنوات العذاب التي عاشتها نتيجة لتدمير انظمتها وانخراطها في دوامة الضياع والصراعات المبرمجة منذ مطلع الالفية . ويصعب القول بتغيير الموقف الامريكي من الازمة اليمنية ورغبتها في الانتهاء منها ، ويرتبط مصير كل البلدان العربية المكنوبة ومستقبل نظمها السياسية بقناعة الارادة الامريكية ومدى تحقيق اهدافها الخفية منها .
وتكمن الزيارة في اهمية القضايا المطروحة على طاولتها ،وقد تتجاوزها الى ابعاد خفية اخرى ، وذات صلة برؤية امريكا مابعد الحداثة ، و معالم رباعية نظامها الدولي الجديد والمحير للالباب والعصي على الفهم والتطويع على العكس من سهولة قبول الانظمة العربية لمفاهيم نظامها الديمقراطي المعاصر ، واعلانها القفز الى عوالم المجهول في ادارة العالم اليوم وبصورة غامضة وشديدة الغموض . وقد تضع الزيارة حد لذرائع الخراب الذي طال عديد من بلدان المنطقة كمقدمة اساسية لذلك المجهول الامريكي القادم في حالة استرجاع الذاكرة لتاريخ نكباتها في العهد الديمقراطي الامريكي السابق ،فهل يحمل الرئيس الامريكي الديمقراطي الحالي سيناريو الخروج منها . ذلكم سؤال مشروع كفيلة تجليات الزيارة بالاجابة عليه او ازالة الابهام المطبق حوله .
وجأت على لسان الاكاديمي والسياسي الاماراتي المعروف والمقرب من النظام الدكتور عبدالخالق عبدالله اقوى واغرب التعليقات على زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة ، واستبقها بطرح مجموعة من الاشتراطات المفاجئة لقادة بلدان الخليج ، ونفخ في صغرها حتى صارت بمستوى كبر وحجم امريكا متجاهلا حقيقة تبعيتها العمياء لها ، متناسيا كارثية افتقار العرب حتى لاستقلالية التفكير ، و احيي طرحه الجرئ لعديد من الافكار الاستثنائية للعقل الخليجي اليوم  ،وعلى العرب الوقوف معها وتدعيمها باسباب القوة البشرية والجغرافية التي تحتاجها ، ولا نستصغر الاحلام والبلدان ، حال معرفتنا بان اصغر مقاطعة انجليزية حكمت العالم كله . وعلينا الدفع بقدرات العقل الخليجي للتوظيف السياسي على مستوى العالم وعدم الانجرار لماضي تكبيله بالاستغناء عن الاستخدام وقد تصطدم  محاولات الارادة الخليجية الحرة للخروج من العباءة الامريكية بعديد من المصاعب  التي يشيب  من هولها الولدان لكن عليها الصمود والمقاومة والايمان بحقها في تحقيق احلامها واستقلالية قرارها وادارة مصالحها مع العالم .
ويتبادر الى الذهن سؤال منطقي عن امكانية تمخض الزيارة المرتقبة للرئيس بايدن للمنطقة 
والخليج عن تحولات جوهرية في السياسة الامريكية معها ، وان ظلت طي الكتمان لكنها ربما تتماشى مع منهجية رباعية امريكا ورؤيتها الجديدة في التعامل مع العالم اليوم .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان