قصتي مع سلالي في بريطانيا
الساعة 11:19 صباحاً

قبل عدة أيام، كنت اتسوق في سوبرماركت يمنية بإحدى المدن البريطانية. 

فجأة انتبهت أن هناك شخص يراقبني بتمعن، وبوقفة عجيبة وغريبة، ففكرت أنه شخص يعاني من غازات في بطنه، أو مرض عضوي باقدامه، منعته من الحركة، ودعوت له بالشفاء في سري.

فجأة كلمني، كيف حالك سعادة السفير؟

للأمانة فرحت، وقفزت إلى عنده أسلم عليه، بحكم أنه أكبر مني سنًا، ولم استغرب عدم حركته واستمراره في الكلام بطريقة متعالية!

 

المهم حشينا شوية على الأوضاع في اليمن، وكيفية نهب الحوثة حتى لأحذي الناس وشرباتهم هناك.

المهم، بعد ذلك، طلب رقمي، فأخذت جواله وسجلت : عبدالوهاب طواف، ورقمي. وطلبت اسمه حتى اسجل رقمه، فقال أنا: السيد زعيط بن معيط الممعطاني!

رديت: ايش يعني سيد؟

فضحك بخجل، وقال احنا من الآل، من آل رسول الله!

قلت: يعني انت سيد وأنا عبد، وأمك شريفة وأمي حُرة (جارية وتم اعتاقها)!

شلوكم الجن ههههه.

 

 قلت: جالسين على وشيشكم، حتى هنا في بلاد العدالة والحرية والمساواة بتتسلبطوا ؟! 

ماشاء الله وقوة الطباع، فضحك ضحكة نصاب عرف أنه كُشف.

 

وقلت: بطل الخواشة وقم تحرك انزع معي الأغراض إلى السيارة. قلك سيد، وعلى من، شلوك الجن، فضحك ونزع المصروف معي زي التيس الغارق!

ولذا لم يكن صاحبنا مريض أو يعاني من الغازات، بمطة رأسه، أثناء الحديث، وعدم حركته، بل هي هنجمة اللقب ونخيط القداسة، أي لم يكن مصابا بمرض عضوي، بل بخلل عقلي، يتهيأ له أنه فوق الناس، وأنه خُلق سيد!

 

ولذا في كل الدنيا، تكون الألقاب: دكتور، بروفيسور، عقيد، عميد، لواء، سفير، شيخ، قاضي، حداد، جزار،طبيب، أستاذ، قبطان، كابتن، حلاق، جراح، سفرجي،...الخ، هي ألقاب يحصل عليها الشخص بجهوده، وبشهاداته وبمؤهلاته، وبقدراته.

فقط عندنا وفي بعض دول المنطقة، نجد جماعة تعرفونها، تتسلبط بلقب سيد، وهو لقب مخشوه من زمن قريش والأشتر، وحامله لا يحتاج لشهادات ومؤهلات وتعب وشقى، فقط يحتاج يقول أنه من الآل، وشوي بهارات من أكاذيب وحزاوي وخرط، يكرس قدسيتهم، ويروج لتميزهم عن الناس ونقاء دمائهم، وعلو شأنهم. وبه استعبدوا الناس ونهبوا ممتلكاتهم، ووجدوا فيه الربح الوفير.

 

المهم نحن في محنة مغبرة، وتحتاج لجهود دولة ومجتمع لتصحيح تلك الدعاوى، وتصويب أكاذيبهم، التي رسخوها خلال 1400 عام، طمعًا في المال، وشبقًا بالسلطة.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان