"الجميع يكتب والنادر يفهم " اللهم أرفع عنا الغباء
الساعة 08:54 مساءً

متلازمة المُعاناة و تتابع صعوبة الحياة وقساوتها المؤدية الي ضبابية رؤية الغد "تفاؤلا"  وفقا و المنظور البشري و واقع الحال ،  مع شراسة عُمق الفساد لمتنفذين وتجذره وسط منظومة النظام اليمني ، لا يعني هذا أن نلغي تفكيرنا بالتي هي أحسن ، ولا يجوز  ان يتجرد البعض من أخلاقيات التخاطب المتزن وآداب  القبول المحترم لأراء الأخر و إن كانت لا تتناسب مع افكار هذا (البعض) مرحليا ، فمصيرهم يتغيرون اذا ما قُدمت لهم المعلومات الصحيحة و الصادقة .

المُتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يقرأ  في مجمل رسائلها .. لا تخدم قضايا وطننا المتشرذم بل تزيده تشرذما و لا مواطننا المكلوم في سياسته و اقتصاده و كرامته بل تزيده حُزنا و فقرا و ذلة .

نحن و ما بعد (الحوار اليمني اليمني) نبحث عن حرف ايجابي  يجمعنا يعيد توازننا ويؤكد ثباتنا  وتقبلنا لما هو قادم وكيف نفهمه ؟  و نحسب خطواتنا  ونرسم استراتيجياتنا  لما نرغبه لوطننا شمالا كان او جنوبا ، ولا  نبحث عن كلمة تزيد  تشرذمنا وتُذكي قسوتها في نفوسنا فتُغضبنا فنتقم من بعصنا فتزداد مآسينا وآلامنا وتزيد من تفرقنا ، لِماذا بلغت القسوة حتى في أحرفنا  و الجفاء في كلماتنا ؟!  .

  أتفهّم تماما  ان النظرة الموضوعية في حاضرنا لا يتقبلها كثير من الناس لِما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية و ما تسببت فيه السياسات الماضية من تمكين أشخاص متنفذين ملأ فسادهم الارض و السماء .
و هنا يأتي دور النُخب في المجتمع (القوة الناعمة) يجب أن يبرز و يكون له حضور مؤثر في كثير من المكونات و الاحزاب السياسية فبين صفوفها وطنيون قُحاح غير مشكوك في و طنيتهم وحبهم لبلادهم ، فقط هم في حاجة الي اسناد .

دون شك ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح  رحمة الله عليه ، بعد عام ٩٠ أجرم كثيرا في حق ما كان الشعب اليمني يطمح اليه في بناء الدولة الموحدة التي لا تخضع للفرد الرئيس و لا  للقائد العسكري ، غير أنه كان حاميا و محافظا على منظومة النظام السائد في الجمهورية العربية اليمنية  فأظلم اكثر في تفكيك مفاصل النظام المؤسسي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . لكن لا يعني هذا أن نركن على مستقبل وطننا في لومه وجلده وحده  لما نحن واقعون فيه اليوم و نُبريء ثعابينه التي خلّفها و من كانوا في فلكه  "شماليين و جنوبيين" فهولاء هم سبب مصائبنا اليوم ، هولاء هم  مهندسو الفتن وزارعو الدسائس ، هم سرطانات خبيثة في جسم اليمن كله شمالا و جنوبا ، فتوحيد الحرف و رص الكلمة واجب وطني تقتضيه المرحلة ، أما أن نبقى نُسفه  افكار  بعضنا ونسرف في مهاجمة بعضنا ونتبع أهواى الاحزاب و المكونات  ونُلغي ما نؤمن به من مبادئ  وحقائق ، فتلك هي الخيانة .

  فالأقلام المُشتراه لا تعيد لنا وطن ،
ولا ترتب لنا الأولويات .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان