قصة أكبر طائرة في العالم!
الساعة 07:23 صباحاً

طائرة أنتونوف إيه إن-225، هي طائرة شحن أوكرانية، تُعد الأكبر والأضخم في عالم الطيران. كلف بناؤها أفكار استثنائية، ومئات من التصاميم الجريئة، وآلاف من المهندسين الأبرع في العالم، وآلاف من ساعات العمل، ومئات الملايين من الدولارات، لتنتهي بعد سنوات عمل طويلة، وتحترق تلك المعجزة الطائرة بمقذوف مدفعي واحد لا يساوي عشر دولارات، وفي غضون ربع ساعة، ومن جندي روسي لا يحمل مؤهل سادس إبتدائي.

هل نقول أن الجندي هو المعجزة والأبرع والأقوى؛ لأنه تمكن من تدمير جهود آلاف العلماء والخبراء والمهندسين الأبرع في العالم؟ أم نقول أنها سخرية القدر، وعجائب الزمن؟

برأيي أن الخطأ يكمن فيمن عبد الطريق لذلك الجندي الجاهل، إلى أن تمكن من تدمير تلك الأسطورة، فهناك بالمقابل قيادات كانت في السلطة، فتحت له المجال بتقصيرها في مهامها وتهاونها في أداء واجباتها الوظيفية، وخيانتها لمسئولياتها القيادية، حتى وصل الأمر إلى نقطة الخراب. ولذا فالمجرم الحقيقي هو من قصر أولًا ثم من نفذ، ويمكن أن المنفذ نفسه هو ضحية للجهل والتجهيل، والتعبئة العقائدية الخاطئة.

 

ولذا، إذا رأيتم مجنون وصل إلى مركز القرار فأعلموا أن هناك في الخلف من قصر في واجباته، وخان مسئولياته، فإن حُبكت المؤامرات وحدث القصور، وتراجع العقلاء، وحل الخبثاء في قُمرة القيادة، فحتمًا سيصل الجهلاء لتخريب منجزات العقلاء، وسيصبح الجاهل يُدير العاقل، والخائن يحكم المؤتمن، والسارق يقود النزية، والمجرم يحاكم القاضي، واللص يحاضر عن الفضيلة، والأُمي يُعلم الأستاذ. فيصبح الذيول رؤوس، والرؤوس تتراجع إلى منطقة الذيل والمؤخرة، وعندها تظهر الكائنات العجيبة، والسلوك الغريب، وتتسيد الفوضوية.

دُمتم بخير، وبعافية وسلم وسلام.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان