الهدنة القاتلة!
الساعة 03:48 مساءً

عد معارك عنيفة وإعادة تموضع القوات المنطوية تحت التحالف في الحديدة تم انسحاب قوات العمالقة لكيلومترات واسعة في نوفمبر 2021م وتوسع الحوثيون على المناطق المنسحب منها ، المقاومة التهامية أربكها  هذا الانسحاب وارتمت في حضن طارق عفاش ، تحركت ألوية من العمالقة الى عمق شبوة لحماية مأرب بعملية سميت إعصار الجنوب وتم لها تحرير بيحان بعد مديرية عسيلان تلى ذلك تحريرها مديرية عين ، في البنود  التسعة التي قدمها الحوثيون لسلامة مأرب اكدوا ان مأرب لكل اليمن ويجب ان يتوقف عبث الإخوان فيها وسرعةربط كهرباء صنعاء بمحطة مأرب الغازية والى اللحظة مأرب محاصرة .
إطالة الحرب وصراع الأطراف المنطوية تحت الشرعية وعدم تناغمها في هدف إنهاء المشروع الحوثي اربك السعودية والإمارات ، لقد ذهبت اطراف في الشرعية وفق نظرتهم القاصرة بالقول ان المعركة هي معركة سعودية بأمتياز وهي كفيلة بإنهاء الحوثيين لسبب في مخيلتهم ان الحوثيين يمثلون الخطر الوجودي للرياض ، السعودية دولة أركانها قوية وتتعايش بجوار الأعداء وفي الشرق منها على ارض العراق اقوى المليشيات وفي طريقها اليوم ان تستثمر الطاقة من أراضيها عبر العراق الى أوربا بعد أسقاطها نظام صدام ، لا يهم السعودية اليوم من يحكم اليمن وان كثر حديثها بضرورة احتفاظ اليمن بعروبتها . 
هناك تقدم ملحوظ في حوار  السعودية وإيران وبرزت قراءة مغايرة للمشهد  السياسي والعسكري في المنطقة من قبل السعودية ودول الخليج انعكس ذلك بجلاء في قمة جدة للأمن والتنمية بتاريخ 16/7/2022م بحضور الرئيس الأمريكي جون بايدن والخليجيين ورؤساء كل من مصر والعراق والأردن ، في هذه القمة اكد الكل على ضرورة استمرار الهدنة في اليمن  والوصول بها الى الحل السياسي بعيدا عن تعز ومعابرها المعقدة التي تدخل في الرؤية والمحاذير العسكرية ، تعز استهلكت نفسها كثيرا ، والإعلام ليس الساحة الوحيدة للنصر ، حتى المعابر التي اقترحها الحوثيون كمعابر إنسانية  تراجعوا عنها وذهب المبعوث الاممي قبل أيام الى تعز بعيدا عن وفد الشرعية المفاوض والتقى بالقيادة المحلية في المحافظة لمعالجة ما يمكن معالجته ، تعز ليست اليمن ولا تعد المفصل القوي للاستقرار المستدام لان هناك قضايا كبيرة بحجم معاناة كل المواطنين وستأتي تعز في الأخير .
التحركات الخارجية لكل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد تهدف الى النأي بدولتيهما عن أي اصطفاف عسكري حربي في المنطقة ضد إيران ، بما معناه ان اليمن سيصبح جزء من القطب الذي يتشكل بعيدا عن أمريكا وقريبا من روسيا والصين ، روسيا ذهبت بعيدا الى عمق افريقيا لحلحلة الصراعات القديمة والناشئة  وتتمدد هناك وتتجذر ، واستحسن بوتن طلب السعودية والإمارات طلب وساطتهما في حرب أوكرانيا ، لم تعد مطالب السعودية تقليص إيران تطويراتها الصاروخية هدف معلن وتدرك ايضا ان تهديد الرئيس الأمريكي بمنع إيران امتلاكها سلاح نووي خارج التحكم وأي حرب في المنطقة خطرها عظيم ، قضية إيران مشكلة وجودية لإسرائيل وهناك معارضة سياسية وشعبية ترفض القتال في صف إسرائيل ضد إيران وهذه الحرب شبيهة بحرب أوكرانيا التي وقودها الغرب وسيكون وقودها العرب حال المواجهة مع إيران .
لم يعد بمقدور السعودية والإمارات دفع تكاليف أكبر على حرب لا قناعة لليمنيين بإنهائها ، هناك جنوب أنهى المشروع الحوثي خلال اشهر ثلاثة قبل ثمان سنوات وطارد المشروع الحوثي في عقر داره وهناك تعايش يمني واسع مع الحوثيين سياسيا وقبليا وحزبيا ويرون فيه القوة المطاعة من اتجاهين ضعفهم ورفضهم تواجد السعودية على ارض اليمن ، وفي الاتجاه الآخر استطاع الحوثيين توجيه العقلية القبلية في اليمن الذي حرص صالح على تجهيلها والاحتفاظ بها كمخزون بشري ضخم في دعم طموحهم  وتثبيته على الارض .
ما بعد ابريل 2022م وهي الهدنة الأولى التي أوقفت الضربات على العمق السعودي والأماراتي لا حرب ستندلع في الأفق  ، تمديد الهدنة ما بعد أغسطس 2022م لفترة ستة اشهر معناه حلحلة الكثير من العوائق للدخول في العمق السياسي بعد ربط اليمن والجنوب اقتصاديا واداريا ، والقلق التي تبديه السعودية بوضوح من الحركة الحوثية ستتفهمه إيران وفق وتقاسمات مشتركة للبلدين في المنطقة  ، ستعود السعودية ديارها دون خسائر وكذا ستعود الإمارات  ، سقط مشروع هادي الذي وقف معه العالم كله بدعم سياسي وعسكري كبير.. فهل ينتصر مشروع الزبيدي الذي يخرج بين الفين والأخرى مهددا بالانفصال ؟ .
الهدنة القاتلة مسار جديد لليمن نتيجة لضعف مقاومة اليمنيين المشروع الحوثي والمتغيرات العاصفة في المنطقة وفي العالم بفعل حرب أوكرانيا وخلخلة الموقف الامريكي ، اليمن سيتفجر من داخله وستتوسع معاركة وسيأكل بعضه بعضا بعيدا عن السعودية والخليج وإن استقر قليل فسيكون ذلك بعيدا عن سيادته عن رفعته عن مجاراته سرعة العالم والجوار تعلما وعلما واقتصادا وسينتهي به الحال كدولة داعمة للفوضى في المنطقة .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان