كفى استخفافاً بملف الإرهاب
الساعة 07:33 صباحاً

ما يزال الاستخفاف جارٍياً بموضوع الإرهاب في اليمن وهو كذلك منذ التسعينيات. وفيه يسهل تبادل التهم والتوظيف السياسي ،لكن يصعب على الجميع التقدير الصحيح للخطر وفهم دوافعه وجذوره الفكرية والدينية وتاريخه السياسي والاجتماعي والظرفية الدولية.

كانت المعارضة ومنها الاصلاح ترى الإرهاب إحدى أوراق صالح. وكان صالح يرمي بالكرة إلى مربع الإسلام السياسي ويوحي ثم يتهم لاحقاً الإصلاح وكذلك فعل الحوثي. أما جنوبيو اليوم فيرون الإرهاب شمالياً وهكذا.  

والحقيقة، ان الإرهاب خليط عدا أن يكون جغرافيا. لكنه أكبر من هذا الاختزال. وهو اعتلال اجتماعي ديني أعمق لا يمكن التبرؤ منه بهذه السطحية. ولا يمكن إنكار دور الايديولوجية الوضعية والدينية في اجتذاب الناس نحوه أو دور دول الإقليم والموجة العالمية لمحاربة الشيوعيه.

كان سعيد الجمحي؛ وقد أصبح الآن جنوبيعربياً، متخصص في القـ اعدة، يقول إن السلفية هي الأرضية الأساسية للتطرف. اليوم لا يبتسم الحظ لأحد مثل السلفيات التي يُراهَن عليها للقضاء على الجماعات المتطرفة دون التنبه للنتيجة الاجتماعية والفكرية.  
ثم يغفل المتغافلون حقيقة أن هذا التطرف له وجهان. وجه مصطنع وظيفي للداخل والخارج يستمد قوته المالية من مسرحيات اختطاف عالية التصميم. ووجه حقيقي يتمثل بالفكر السام والفقر وانسداد الافق الاجتماعي والسياسي.
 

لكن الارهاب لا يعرف حدوداً فهو إذا كان قد استقر في أبيَن أو حضرموت لأسباب عديدة منها الموضوعي ومنها المصطنع فإنه أكثر استفحالاً في البيضاء وأكثر ضحاياه وعملياته الدموية وقعت في صنعاء. 
لكن الانتقائيين ومرضى السياسة والمصابين بحُمّى مزاج اللحظة يكذّبون الحقائق ويجتزئونها ويطفحون بالغباء وقلة المروة وانتهازية مقيتة وهم بالمناسبة من كل بقاع اليمن التي يتشدقون بحبها أو يبذلون قصارى جهدهم لانكارها والانسلاخ منها.

الأرقام اكثر صدقاً. فهل لدينا حصيلة بالعمليات الإرهابية منذ أن نبتت هذه النبتة الخبيثة ؟ هل لدينا تقدير بالخسائر التي لحقت باليمنيين بسبب الارهاب؟

وخاتمة القول، أنه يجب العزاء لكل ضحية من ضحايا هذا المرض الخبيث. ويجب التعامل مع الإرهاب بجدية خارج التوظيف المقيت ورمي التهم. ومحاربة الإرهاب شأن الفرد والمجتمع والدولة. وكذلك الإقليم والعالم. ولا بد من مؤسسات وقنوات لها شرعية وثقة ومصداقية في محاربته.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان