عن نساء طهران و عدن: حنينان إلى الماضي..!
الساعة 07:20 صباحاً

على مدى أيام متتالية استمرت الاحتجاجات في #إيران بعد وفاة #مهسا_أميني، الشابة التي كانت تبلغ من العمر ٢٢ عامًا، يوم الجمعة الفائت ١٦ سبتمبر، بعد أن احتجزتها شرطة الآداب بحجة عدم التزامها بقواعد الحجاب.
صارت قضية الحجاب في إيران قضية الساعة؛ وموضوع نضال تحرري. "رموني على الأرض، ووضع ضابط حذاءه على ظهري. ركلني على بطني، وقيّد يديّ، وشدّني من ذراعي، ثم دفعني إلى شاحنة". هكذا وصفت مريم، البالغة من العمر 51 عامًا، لحظة القبض عليها من قبل قوات الأمن الإيرانية أثناء مشاركتها في مظاهرة الأسبوع الماضي في وسط العاصمة طهران وفق ما نشرته بي بي سي.
يوم أمس وضعتُ سؤالًا مشابهًا للسؤال التالي على صفحتي الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: 
هل مشهد خروج النساء في إيران يطالبن بحريتهن في اختيار ما يلبسنه يمكننا أن نراه يحدث في #اليمن؟
لم يلق السؤال أدنى اهتمام كما هو مفترض؛ تم تجاهله وكأنه لم يكن. عوضًا عن ذلك، يجادل كُثر بأن هذا المشهد الساخن الذي يحدث في طهران وفي عدد غير قليل من مدن الجمهورية الإيرانية الإسلامية لا يمكن له أن يحدث في #صنعاء أو #عدن [العاصمتين الأساسية والمؤقتة للجمهورية اليمنية] لأنه لا يعني اليمنيات واليمنيين في شيء؟ 
هل حقًا ما يحدث في إيران، أي خروج النساء يطالبن بحريتهن في اختيار ما يلبسنه، لا يعني اليمنيات واليمنيين في شيء؟
اذا كان الأمر كذلك؛ فيبقى السؤال هو: لماذا لا يعني اليمنيات واليمنيين في شيء؟ 
هل كل النساء في اليمن مقتنعات بوضعهن الراهن؛ ولذلك هن غير مهتمات بما يحدث في إيران؟ 
"رأيت صورًا كثيرة لجدتي قبل الثورة (الإسلامية عام ١٩٧٩)، كانت ترتدي حجابًا إسلاميًا، أما أمي فكانت تلبس تنورة قصيرة، وكانتا جنبًا إلى جنب، في وئام".
هذه بعض ذكريات رنا رحيمبور، وهي مقدمة أخبار إيرانية-بريطانية تعمل في خدمة بي بي سي الفارسية، وهذه الذكريات لا تخص عائلتها فقط، وفق ما كتبته مارغاريتا رودريغه في مقال منشور في (بي بي سي نيوز). وتضيف: "في إيران، في فترة ما قبل الثورة الإسلامية، أي قبل عام ١٩٧٩، لم تكن هناك قواعد لباس صارمة مثل تلك التي تلزم النساء اليوم، بموجب القانون، بتغطية شعورهنّ وارتداء [ملابس إسلامية] محتشمة." 
إذًا فالحنين إلى حياة ما قبل الثورة الإسلامية ١٩٧٩ هو مطلب الكثير من النساء اللاتي يتصدرن المشهد الآن في إيران (يخرج الرجال مع النساء إلى الشوارع يدعمون بعضهم بعضًا ويطالبون بما يطالبونه اليوم في إيران)؛ فلماذا لا يكون هناك حنين، مماثل لذلك الحنين إلى حياة مشابهة لتلك التي عاشها المجتمع الإيراني، يحدث في عدن تحديدًا، المدينة المدنية التي كانت عاصمة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ذات الطابع الاشتراكي؛ وكانت تعيش في وضع مدني شبيه بصورة من الصور لحياة الإيرانيات والإيرانيين فترة ما قبل ١٩٧٩؟ 
في تقرير لوكالة رويترز نشرته في ٢٣ يناير ٢٠١٠ "قالت عفراء علي سعيد انها كثيرًا ما تتذكر أيامًا كانت تستطيع فيها الخروج مع أسرتها مرتدية قميصًا وسروالًا للاستمتاع بنسيم المساء العليل على شواطئ عدن. كان ذلك قبل ٢٠ عامًا. كانت تعيش في ما كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الاشتراكية. وتلاشت كثير من الحقوق التي منحتها للمرأة تلك الدولة الجنوبية منذ أن اندمجت في عام ١٩٩٠ مع الشمال القبلي المحافظ. قالت عفراء وتعمل صحفية وهي تشد بغضب ثوبًا أسود بلا شكل (يا لها من أيام جميلة. اليوم كثيرًا ما أبقى في البيت. واذا خرجت يجب أن أغطي شعري وارتدي عباءة)." 
في واقعنا اليوم فإن الكثير من الأمور التي كانت سائدة في #جنوب_اليمن، أي تلك التي كانت سائدة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لم تعد موجودة الآن و[يحن إليها الكثير من الناس] دون أن يخرجوا إلى الشوارع يطالبون بعودتها كما يحدث في إيران.
جاء في كتاب #يمنيزم ما يلي: "تم اعتماد التعليم الإلزامي المجاني في عموم مناطق جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهو تعليم قائم على منهج علماني، ولا يفصل بين الذكور والإناث في مراحله التعليمية كافة، وتم اعتماد مجانية التطبيب، ولاحقًا إصدار قانون الأسرة الذي لا يسمح للرجل بالزواج من امرأتين في وقت واحد، وتتم إجراءات الطلاق عبر المحكمة."
كان ذلك في الماضي؛ وفي نظر كُثر فإن الماضي لا يعود. في الواقع لا يمكن له أن يعود من تلقاء نفسه.

...

#سامي_الكاف 
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان