أنا المهدي المنتظر ..!
الساعة 09:31 مساءً

قبل سنوات و أنا في إحدى نوبات عملي الليلية ، زارني مخلوق وديع ، هكذا يبدو من أول وهلة ، وبدون مقدمات بدء يعرض علي فكرة الإيمان به ، لأنه هو " المهدي المنتظر" ، و لكي أشتري دماغي في تلك اللحظة قلت له أنني مؤمن به ، لكن شرائي لتلك اللحظة دفعت ضريبته بإزعاجٍ ليس له نهاية ، فقد كان كلما إلتقى بي يشرح أموراً كثيرة من غيبياته و كراماته لتقوية إيماني ، و آخر يخبرني أنه مات و أحياه الله لينذر الناس و أن الله سيميتني ثم يحييني لكي اتبعه ..

أصبحت جملة ( أنا المهدي المنتظر ) شيئاً من المعتاد سماعه ، فقد كثر المتقمصون لشخصية هذه النبوءة ، و هي علامة من علامات الأمراض النفسية و العقلية ، كما إن الترويج لها واحدة من أعراض زمن الانحطاط الذي نعيشه و يشجع على التفاهات ، و قد تفشت هذه الظاهرة حتى أصبح الواحد منا يعرف الكثير من ( المهادية ) المعاتيه ، وكلهم يسمي نفسه ( المنتظر ) وهو لم يعد منتظراً بل أصبح منظوراً للعيان ..

و هذه الحالة كما فسرها أهل الطب النفسي أنها حالة من حالات مرض جنون العظمة التي يبالغ الإنسان فيها بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ، صاحبها كثير الكلام ، كثير الافكار المتداخلة ، و علاج هكذا حالة لا يكون بإستخدام صاحبها كمادة للضحك أو الاستهزاء ، أو تشجيع الحالة لتتفاقم أكثر ، بل العلاج بعرض صاحبها سريعاً على طبيب نفسي للعلاج ، فقد اكتفينا من زمن يروج فيه للمعاتيه و المرضى النفسيين ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان