الله الله يا اكتوبر!
الساعة 07:27 صباحاً

تقول عيسي و قد وافيت مبتهلا

(لحجا) و بانت ذرى الأعلام في عدن

أمنتهى الأرض يا هذا تريد بنا؟

فقلت كلا و لكن منتهى اليمن

 

لم تكن عدن بالنسبة للاستعمار البريطاني مجرد منطقة تحتلها ؛ و إنما كانت ميناء حيويا كثالث ميناء في العالم من حيث نشاطه و حركته، ناهيك عن أنها كانت همزة وصل تمثل أهمية خاصة لكافة المستعمرات البريطانية في قارة آسيا.

و ما من شك أن موقع عدن أكسبها كل هذه الميزات و المميزات التي اهتبلها المستعمر و وظفها لخدمة سياساته و اقتصاده، و مآربه العسكرية الاستعمارية.

و ماتزال تلك الميزات و المميزات التي تتميز بها عدن قائمة، و ماتزال إمكانية أن تستعيد مجدها، و يؤتي ثمار ذلك أكله ممكنا.

 

من هنا لم يكن لدن الاستعمار أي استعداد للتخلي عن عدن طوعا، كما فعل مع مستعمرات مجاورة، تخلى عنها دون ثورة ضده، أو مقاومة..!!

أربع سنوات من العمل الفدائي والكفاح المسلح هو ما أجبر الاستعمار البريطاني على الرحيل، و أن يغادر عدن، بسبب تلك الثورة المسلحة، وما كان له أن يغادرها، أو يتخلى عنها، إلا بهذه الثورة الباسلة؛ لما كانت تمثله له عدن كمنطقة حيوية من نواح متعددة.

ولاشك أنه كان هناك أصوات - ربما - ترى أن مقاومة دولة عظمى، أطلق عليها إعلاميا؛ مسمى ردده المنهزمون في العالم أنها لا تغيب عنها الشمس . و بالتالي يرى أمثال أولئك أن مواجهة دولة عظمى فيه شيى من المجازفة، وكثير من الغرور.

مثل هذه الأصوات تتكرر هنا وهناك، وخاصة في مثل هذا الزمن ، الذي تسيطر فيه الآلة الإعلامية لقوى الاستعمار التي تزين الاستسلام، و تزين الخضوع و الخنوع تحت غطاء الحديث المخادع عن السلام.

 

ما هنالك أدنى شك في أن السلام هو الأصل، و أنه هو الحياة، و لكن لا ينبغي لأحد، ولا يجب عليه أن يطلب السلام بالاستسلام..!!

 

ما كان الاستعمار البريطاني ليخرج من عدن لولا الحديد و النار . مثل ؛ ما كان للجزائر الشقيق أن يطرد الاستعمار الفرنسي لولا المليون شهيد.

واجه اليمنيون الملكية الإمامية سبع سنوات، حتى لقد بلغت مليشيا الملكيين أن حاصروا صنعاء في السبعين يوما المشهورة، في وقت وقف فيه اليمنيون الجمهوريون، بلا سند و لا معين، إلا الله عز وجل، و الجيش الوطني و المقاومة الشعبية، فكان النصر و الظفر.

 

و تقف - اليوم - الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر تواجه قوى الإمامة و الاستكبار تطلب السلام باعتزاز، و ترفض الاستسلام تحت هرطقة المخادعين بالحديث الكذوب عن السلام.

إن السلام هو الحياة، و لا حياة بلا حرية، و من يريد الحياة بالاستسلام، فقد رضي بحياة الذلة و العبودية..!!

و ما أصدقها من حكمة خالدة، و رسالة حية، كلمة الخليفة أبي بكر الصديق، و هو يودع خالد بن الوليد وهو متوجه للحرب:" أطلب الموت توهب لك الحياة:!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان