لقد أحدثت المتغيرات المتسارعة على الساحة الدولية  تباين بعض الآراء بين حلفاء الأمس على اثر قرار أوبك بلس بخفض الإنتاج النفطي .

من هنا بدأت  بعض الدول وخاصة أمريكا في مراجعة حساباتها مع بعض الدول في تحالفها حيث اعتبرت أمريكا ذلك القرار بأنه طعن لها في حربها مع روسيا الذي اعتمدت علية كسلاح فتاك لإخضاع بوتن.

أن قرار أوبك بلس وإن كان لا يحمل أي توجة سياسي إلا أن هناك دول اعتبرتها انحياز علني مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

حيث اعتبر محللون سياسيون بأن هذه الخطوة افقدت أمريكا اهم نقاط القوة لها في معركتها الاقتصادية مع روسيا.

بعد أن خسرت أمريكا حربها الاقتصادية الذي كانت تستخدمها كسلاح فتاك  لترويض المجتمع الدولي تحت طاعتها باسم العقوبات الاقتصادية.

هل سيؤدي ذلك الخسران إلى حرب عسكرية مباشرة بين  روسيا الباحثة عن أمنها القومي والناتو بقيادة امريكا  الباحثة عن الهيمنة الدولية على العالم .وماهي احتمالات تجنب ذلك الصراع العسكري إلى صراع نووي بين القوى العظماء.

بعد كل هذا الحراك الدولي هل  ستترك أمريكا دول الخليج دون عقاب بسبب طعنها  الغير مبرر للسياسة الأمريكية كما قال الرئيس الأمريكي. وماهي وسائل العقاب التي تمتلكها  ضد تلك الدول؟

وهل الصراع في اليمن سيشهد تغيير في المشهد السياسي لصالح الحوثي بعد قرار اوبك.
أم أن سلاح النفط الذي تمتلكه دول الخليج والمخزون المالي هو الدرع الواقي لها من اي ردة فعل أمريكي ؟

كل هذه الأسئلة تطرح نفسها اليوم على الساحة الدولية..

كل هذه التحديات والمتغيرات الحاصلة وكل ما تمتلكه أمريكا من أوراق ضغط على السعودية إلا أن السعودية ترفض الاملاءات الخارجية على سياستها .
.
اليوم النظام العالمي الجديد يتشكل بصورة جديدة ليس بقوة السلاح بل بقوةه الاقتصاد  اليوم الثروات الطبيعية هي القوة الإقتصادية لمواجهة النووي ودول الخليج هي الركيزة الأساسية لصياغة النظام العالمي الجديد.

اذأ نحن أمام عالم سيكون للعرب فيه الدور الأكبر في إعادة صياغة التاريخ بلغة الأرقام الاقتصادية وليس بلغة القوة العسكرية..

ماهي إلا أيام تفصلنا على الحرب العالمية الثالثة بعد ظهور تحالفات جديدة ترسم لنا المشهد القادم من خلال توسع دائرة الصراع بين النيتو وروسيا ودخول إسرائيل اللعبة بشكل علني.

هل ستبدأ المعركة الحقيقية بعد أن رسمت القوى الدولية مواقفها وحددت كل دولة توجهها في الصراع الدائر اليوم.

اليوم وبعد أن حدد العرب موقفهم من ذلك الصراع ماهي  المكاسب التي سيحصل عليها العرب  .

وهل يستطيع العرب وضع شروطهم مسبقاً على طاولة  الخارطة السياسية   للنظام العالمي  الجديد بعد أن تلغى إتفاقية سايكس بيكو .
ام أن التابع سيظل تابع وأن امتلك حريته وقوته في صنع المتغيرات .