أنا مواطن خائف !
الساعة 04:56 مساءً

يحاول البعض إقناعي بأنّي أبالغ في خوفي ، كما حاول آخر طبيب نفسي زرته إقناعي بأني مصاب بفوبيا من كل شيء و وسواس قهري من أشياء طبيعية ! لكنّي و من مبدأ أن الإنسان طبيب نفسه مصمّمٌ على أني مواطن يمني خائف ، لديّ قائمة طويلة من المخاوف التي تتزايد يوماً بعد آخر و يتعاظم خوفي منها أكثر أمام استخفاف مَن حولي بها و اعتبارها أمور طبيعية يجب ألّا تثير أي خوف .

أنا مواطن يمني خائف, أخاف لان الانتشارُ المُسلح والفوضى الأمنية على مرأى كل الناس, حتى صار الزمنِ الأمني في بلدي لا يُقدم ولا يُؤخر لأنه أُعيدَ خمسُونَ سنة إلى الوراء , و أصبحت الدولةُ اضعفُ خلقِ الله في صنعاء , وباتَ المواطِنُونَ بوضعيةِ الهائِمُون على وجوهِهم يمشون من غير هدى , المليشيات الانقلابية الحوثية الإرهابية الإيرانية مِن أمامِهم والاغتيالات والقتل بدم بارد مِن ورائِهم فأين المَفرّ؟

أنا مواطن يمني خائف, خائف لان في وطننا الحبيب اليمن كثيرة هي السبل والوسائل التي تباع بها الأحلام والأوهام للمواطن البسيط، فكم من حلم ووهم باعه سياسيو الغفلة للناس , حتى أصبح بيع الوهم مثل اللعبة التي يدمنها الأطفال, وأصبحت من لوازمهم, وصاروا يملئون الدنيا بشعارات رنانة جوفاء, ويسبحُونً بِخيالِهم مُمنين أنفسهم بغدٍ أفضل وعيش أرغد, وفجأة تتبخر هذه الأحلام والأوهام , لان التاريخ في نهاية الأمر يكشف لهؤلاء الناس البسطاء الحقيقة ويكتشفون حجم الأوهام والأكاذيب التي بيعت لهم صباح مساء وقد أصبحت سراباً .

أنا مواطن يمني خائف, خائف لان المليشيات الحوثية الانقلابية تُظهر يوماً بعد آخر وجهها القبيح وأقنعتها الزائفة, بانتهاكها خصوصيات المواطنين وحرمات النساء اللواتي تُلفق لهُنَ اتهامات كيدية باطلة تمس الأخلاق والشرف, وتزج بالعديد منهن في العديد من الأنشطة العسكرية والتحريضية, وتستغل الأمهات والزوجات والأخوات استغلالاً رخيصاً وغير إنساني تحت شعار الثأر للابن والزوج, وهو ما دفع هؤلاء النسوة إلى الاستجابة لتحريض المليشيات والاستعداد للمشاركة في عمليات قتالية هي أساساً حكراً على الرجال دون الأطفال والنساء,كما استخدمت النساء كوقود لحرب قذرة شُنت على كل اليمنيُون دون استثناء, في خروج واضح وجلي عن تقاليد وأعراف المجتمع اليمني المحافظ وعن النصوص والشرائع السماوية, لتحقيق أهداف مادية وسياسية قذرة بحسب تقارير منظمات حقوقية وإنسانية .

أنا مواطن يمني خائف, لان المليشيات التي انقلبت على الوطن وشرعيته تتخذ من الاعتقالات واختطافات المواطنين وسيلة لجني الأموال بطرق غير مشروعة، حيث تقوم بتنفيذ حملات مداهمات واختطافات بحق الأبرياء وتلفيق تُهم كيدية باطلة بهدف الابتزاز وفرض مبالغ مالية طائلة للإفراج عنهم، تذهب جميعها لجيوب مسؤوليها ودعم مايسمونه المجهود الحربي وأنشطتهم الإجرامية .

أنا مواطن يمني خائف, أخاف لان المواطنون يعُذّبون في سجون المليشيات الحوثية الإرهابية بوحشية عصيّة على الوصف تقشعر لها الأبدان , خالية من أي إحساس بالرحمة , يبكون , ينزفون وهل من احد يشفي جراحهم ؟ فكم من مواطن مات من التعذيب؟ وكم من مواطن مات من الجوع ؟ نتيجة لحرب لا ذنب له فيها , وكم من مواطن تقطعت أشلاءه بآلات التعذيب الوحشي , ويمارسون التحريض المذهبي والشحن الطائفي وإثارة التعصب الديني ونشر روح الكراهية والعداء بين أفراد المجتمع في المناطق التي يسيطرون عليها , بموجب ولاية الفقيه التي ينصاعون لأوامرها ولمصلحة إيران , لفرض دكتاتورية الظلام وتعميم ثقافة التصادم .

أخيراً أقول ... أنا مواطن يمني خائف بعد 8 سنوات من الحرب والرعب وانقلاب مليشيات هناك وتأسيس مليشيات هنا ،هزمتني قصص الحرب و أخبارها ، جعلت من تجاربي الشخصية مجرد مواطن يمني خائف يمشي قرب الحائط خائفاً من كل شي , والله من وراء القصد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان